كيف يعرف العبد ربه ؟
قبل أن نجيب على السؤال نلقي الضوء على معنى الرب
معنى الرب أي المالك المتصرف وكذلك المصلح الذي يصلح الأشياء ويمنع عنها ما يفسدها
إذاً هو المدبر المتصرف في هذا الكون المالك له بما فيه من مخلوقات كما قال تعالى
( الحمد لله رب العالمين ) وقوله ( لله ما في السماوات وما في الأرض )
أما العبد فكل مخلوق فهو عبدا لله
لأن الله هو المالك الخالق المدبر له إن شاء أعطى وإن شاء منع
رضي هذا العبد بتلك العبودية أم أبى (رفض).
وكلما عرف العبد ربه كلما كان اقرب وأخشى وأطوع وكلما جهله كلما ازداد بعدا عنه وإعراضا
وتعرف الله بما يلي
بآياته ومخلوقاته
الآيات هي الشمس والقمر والنجوم كما قال تعالى ( من آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا لشمس ولا للقمر وسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) فصلت
والآيات مفردها آية وهي العلامة أو الدالة على عظمة الله فإذا تفكرت في هذا الآية تعرف أنها عظيمه وإذا عرفت ذلك تعرف أن الذي خلقها أعظم وكما زاد التفكر فيها تعرفت على عظمتها أكثر
أذا التفكر هو الذي ينير البصيرة ويجعل العقل يدرك ويعرف ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِلآيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداًوَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَامَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار ]( آلعمران
وحين نزلت هذه الآيات على رسول الله r لم ينم تلك، وعند صلاة الفجر جاء بلال ليؤذن،فوجد رسول الله r قائماً، فقال له: ما رأيتك نمت الليلة، فقال رسول الله r: « يابلال كيف أنام وقد أنزلت عليَّ الليلة آية ويل لمن يقرأها ثم لم يتدبرها »، وتلاخواتيم سورة آل عمران
فكان من أصول الدين أن يعرف العبد ربه أولا ثم نبيه ثم دينه وأن يتعلم ويتفكر حتى يبصر ولا تكون حياته لهو ولعب وعبادته عادة لا روح فيها وفق الله الجميع لما يحب ويرضى