مطقةالشريعة البليدة الجزائر

عودة ''التليفيريك'' وسحر الطبيعة والثلوج تستقطب آلاف السياح
مطقةالشريعة *البليدة *الجزائر Ph21-chrea-kh

لا تزال منطقة الشريعة، بمناظرها الطبيعية الساحرة والمتنوعة، تستقطب آلاف السياح يوميا، وهم يتدفقون عليها من مختلف جهات الوطن لقضاء أوقات في أحضان الطبيعة، بعيدا عن ضوضاء المدن ومصاعب الحياة.
لم تعرف نهاية الأسبوع المنصرم تساقطا للثلوج على قمم الشريعة، ولم تحتفظ المنطقة إلا بذرات ونتف مما تساقط عليها قبل نحو أسبوع، لكن ذلك لم يمنع ''مجانين'' الطبيعة والمفتونين بسحرها من التوافد بأعداد كبيرة على مدينة الشريعة الصغيرة التي لا تتسع، في الأصل، لأكثـر من 400 نسمة هم عدد سكانها. لكن فضاءاتها السياحية ومناظر جبالها وغاباتها تتسع لأضعاف ذلك.
تبدو المدينة الصغيرة بهندسة بيوتها الخاصة المبنية على طراز معماري غير مألوف في منطقة البليدة أو في سائر المناطق الجزائرية، وكأنها إحدى مدن سويسرا الثلجية غرست هناك في أعالي الأطلس البليدي. ومثل هذا المنظر يبعث في نفس من يزورها لأول مرة شعورا بالمفاجأة والانبهار، وهو الشعور الذي يتوج الإعجاب بالجمال الذي تصنعه مشاهد غابات البلوط والأرز الأطلسي التي تبدأ في ممارسة طقوس الإغراء مع اختفاء آخر بناية من النسيج العمراني لمدينة البليدة عند حي سليمان شعشوع.
ثمة أكثـر من طريق إلى الشريعة الآن، وأكثـر من وسيلة نقل يمكن أن توصل الزائر إلى هناك، بدءا بالطريق البري العادي الرابط بين البليدة والشريعة على امت داد 22 كلم، والذي يتشكل من منعطفات ومنعرجات تمكن سالكه من رؤية الاتجاهات الأربعة المحيطة به. فإلى الأعلى قليلا من نهاية حدود المحيط العمراني للبليدة، يمكن رؤية مدينة الورود كلها بمعالمها المعمارية، بل يمكن رؤية كل المدن والمناطق المتيجية وصولا إلى جبل شنوة وساحل تيبازة كله، حيث زرقة البحر وهي تعانق أقدام جبل شنوة. كما يمكن تمييز مدن الشفة وموزاية والحطاطبة والقليعة وغيرها. وفي التفاصيل تظل منارات جامع الكوثـر الأربع في وسط البليدة العتيقة، والبساط العشبي الأخضر لملعب مصطفى تشاقر، وعمارات ''عدل'' الشاهقة بمدينة أولاد يعيش، من العلامات البارزة التي تطبع رحلة الزائر الصاعد نحو الشريعة.
الطريق إلى الشريعة.. آثار جرائم الحرائق ماثلة
لم تستعد الطبيعة على جانبي الطريق كل اخضرارها ، فأغصان بعض الأشجار لا تزال عارية في انتظار فصل الربيع، كما أن البساط العشبي تحت جذوع الأشجار يحتاج إلى قليل من الوقت لاسترجاع كامل حيويته وتنوعه. ومع ذلك فإن المشاهد مغرية، إذ ي مكن أحيانا لمناظر المدينة ومنطقة المتيجة من تحت أن تصرف النظر عن ضحالة الغطاء النباتي. ولم تخف الأشهر الأخيرة آثار الحرائق التي تعرضت لها أشجار الشريعة، خاصة مساحات تحوي أشجار الصنوبر الحلبي بالقرب من بني علي، وأخرى تضم عددا معتبرا من أشجار الأرز الأطلسي الذي يعد الثـروة الأكثـر نفاسة في الحظيرة الوطنية للشريعة وفي الجزائر عموما نظرا لندرته والقيمة العمرية لأشجاره التي يصل بعضها إلى ثلاثة قرون، ولحسن الحظ فإن هذه الأشجار المعمرة لم تمتد إليها ألسنة النيران في الصائفة الماضية لكونها تتمركز في المنطقة العليا التي يصل ارتفاعها إلى 1500 متر. وما يثير انتباه الزائر الصاعد باتجاه مدينة الشريعة كذلك هو وجود بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية القليلة على جانبي الطريق، حيث فضل بعض شباب المنطقة اقتطاع أمكنة على قارعة الطريق لعرض بعض المنتجات الاستهلاكية المحلية كخبز الدار بأنواعه وبعض الفواكه المجففة أو المكسرات وزيت الزيتون والعسل والبيض والجبن المحلي ورزم من بعض النباتات الطبية التي تلتقط من غابات الشريعة، غير أنه يلاحظ أن هذه الأنشطة، على أهميتها ليست كثيرة، بسبب خلو الطريق من السكان الذين نزحوا من بيوتهم في سنوات ال إرهاب الأخيرة، مع ذلك فإن بعض الشباب يعمل جاهدا على توفير بعض ما يستطيع من هذه المنتجات للسائحين.
لكن نشاطا آخر بدا أكثـر جذبا للشباب البطال، ونجده منتشرا على طول الطريق إلى الشريعة، وهو بيع آلات التصوير الجاهزة، حيث يستغل هؤلاء الشباب فرصة توافد زوار من أماكن بعيدة على الشريعة ليوفروا لهم وسيلة تمكنهم من تسجيل ذكريات لهم في منطقة زاروها لأول مرة وربما لن يعاودوا زيارتها قبل سنوات، ويجد هذا العرض قبولا واسعا لدى السياح.
العوينة.. عذوبة من أعماق الأطلس البليدي
ولا تزال ''العوينة'' محطة بارزة على طريق الرحلة باتجاه الشريعة.. و''العوينة'' هي عين يتدفق منها ماء عذب على مدار السنة، يأتي من أعماق جبال الشريعة، يفضل كثير من السياح التوقف عندها للتزود بالمياه أو الشرب منها، غير أن بعض السلوكات غير الحضارية بدرت مؤخرا من لدن بعض المترددين على العين، خاصة من أصحاب السيارات الذين يحولون مكان الاستراحة هذا إلى مغسل للسيارات، مع ما يرافق ذلك من تلويث للمحيط جراء استخدام المواد الكيمياوية المنظفة وتعطيل لحركة المرور. فالعوينة تقع في منعرج ضيق يتسع بالكاد لمرور سيارتين اثنتين، لكن عذوبة مياه هذه العين وبرودتها في أيام الصيف الحارة تجعلها محطة سياحية حتمية على مسار زيارة المنطقة، وهي بحاجة إلى بعض الاهتمام والعناية من قبل السلطات المعنية في بلدية الشريعة.

ويشد انتباه الصاعد إلى الشريعة عبر طريقها البري، وجود بعض الاستراحات لفائدة العائلات التي قامت إدارة الحظيرة الوطنية للشريعة بتهيئتها، من تنظيف الأمكنة ونصب طاولات وكراسي خشبية في الهواء الطلق. وأشهر هذه الاستراحات استراحة بني علي بالقرب من محطة التلفيريك، واستراحة غابة الكستناء، واستراحة محطة التزحلق، واستراحة الأرز الأطلسي، وتعرف هذه الأماكن إقبالا كبيرا من المواطنين بسبب توفر كافة أسباب الراحة والاسترخاء، غير أن الملاحظ هو الإهمال الذي يطال مثل هذه المرافق على أيدي المواطنين، والمتمثل في إتلاف الكراسي والطاولات وعدم احترام شرو ط النظافة، الأمر الذي يكاد يحول الأماكن المحيطة ببعض الاستراحات إلى مزابل. وتعاني منطقة الشريعة من نقص فادح في مرافق الاستقبال، حيث قلة المطاعم والمقاهي والفنادق، وما يتوفر منها يقدم خدماته بأسعار ليست في متناول الجميع، وهو لا يعدو أن يكون بعض المقاهي ومحلات البيتزا والوجبات السريعة وطاولات لشباب عاطل لبيع بعض المواد الغذائية والسجائر. ويشكل هذا الجانب نقطة سوداء قد لا تشجع على جذب المزيد من السياح، غير أن العائلات الجزائرية تجد دائما الحلول لمثل هذه المعضلات، فمعظمها لا يعول كثيرا على المرافق، وإنما يبادر إلى جلب ما يحتاج إليه من أطعمة ومشروبات معدة في البيت، فتتحول الرحلة إلى الشريعة إلى ما يشبهها من الرحلات إلى البحر مثلا، حيث لا حاجة إلى وجود مرافق ثابتة في عين المكان.
بعد 15 سنة..''التلفيريك'' يعود من جديد

لقد تصادفت نهاية الأسبوع مع أجواء مشمسة، فقد سطعت أشعة الشمس أخيرا على منطقة الشريعة بعدما احتجبت لأيام، وفي هذه الأجواء كان الإقبال غير عادي، آلاف السيارات والزوار من مختلف الفئات، شباب ورجال ونساء وأطفال جاؤوا في وفود عائلية أو رحلات منظمة، ويمكن أن تقرأ من خلال لوحات الترقيم كثيرا من مناطق الوطن التي يندفع أهلها باتجاه الشريعة، وفيما يستغرق الكبار في المشي والأحاديث، يحاول الصغار استغلال الموقف بالتقاط ما يتيسر من حبات الثلج في قبضاتهم الصغيرة والتراشق بها، غير أن ضحالة الثلج المتبقي وما يتعرض له من دوس بالأقدام والعجلات أحال لونه الأبيض الناصع إلى الرمادي قليلا أو البني لاختلاطه بالتراب، ومع ذلك فإن الأمر لا يختلف كثيرا عند الأطفال المتعطشين للون الثلج وملمسه الناعم البارد. والجديد في الشريعة هذه الأيام هو افتتاح خطوط ''التليفيريك'' من حي شاعو شرق مدينة البليدة إلى أعالي الشريعة مرورا بمحطة بني علي بأسعار تتراوح ما بين 30 و50 دج. وجاء افتتاح هذا الخط ليخفف الضغط عن الطريق البري الوحيد وتسهيل وصول المواطنين إلى الشريعة في مدة زمنية أقل وبعيدا عن أخطار الطريق ومنعرجاته، وللتمتع عن كثب بالمناظر الطبيعية والغابية الرائعة. وقد استحسن المواطنون هذا الأمر بعد غياب التليفيريك عن الشريعة مدة 15 سنة كاملة. ويعود الفضل إلى شركة النقل الحضري بالبليدة التي تسير الخط وتشغل حاليا 135 عربة تقل نحو ألف شخص في الساعة ما يرفع عدد ما ينقل من الزوار يوميا إلى نحو ستة آلاف، ولعل هذا ما يفسر تراجع الأزمة المرورية بالبليدة مؤخرا وارتفاع عدد السياح بالشريعة، كما كان الشأن في نهاية الأسبوع الماضي.

اترككم مع الصور ولكم التعبير
مطقةالشريعة *البليدة *الجزائر 090123072735310184

مطقةالشريعة *البليدة *الجزائر 090123072735310184

مطقةالشريعة *البليدة *الجزائر 1569914248

مع كامل اخلاصي و حبي
جزائرية ونموت على بلادي

:ربؤ ؤءر ؤ:

:http://www.als

بليز سجلوا بالمنتدى تبعي هذا الرابط flawer.7olm.org

بس حبيبتي ما تشهري منتداك هون اوكي ولا انا بقول الغلط يا بنت الجيران :evil:

» الجزائر قوية وامنة
» الاجواء العيد في الجزائر
» يوم العيد في الجزائر
» معلومات على الجزائر
» الى حبيبة الجزائر