****************************************************
(6) تحريم اللعن
اللعن يعنى الطرد والابعاد من رحمة الله تعالى , وهو من الكبائر وقد ورد فى (37) موضعا فى القرآن الكريم , وورد فى حالات محددة فى السنة النبوية المطهرة . ويقول الامام الذهبى صاحب كتاب الكبائر(( الكبيرة هى كل معصية فيها حد فى الدنيا او وعيد فى الاخرة ))
فاحذر أخى المسلم من أفة اللعن والتى عمت بين الناس , حيث نجد الاب يلعن ابنه والام تلعن ابنتها , والرجال يلعنون بعضهم بعضا بالفاظ شتى , وتجد من يلعن دابة او شجرة او الزمن او الحظ او الظروف الخ من هذه الالفاظ المنكرة فى ديننا الاسلامى .. ويقول علماء السنة والجماعة إن التلاعن من صفات أهل النار يوم القيامة، لأنهم قد أيقنوا بخلودهم في النار، ويئسوا من رحمة الله ومغفرته. أما أهل الجنة والرضوان فاللعن والتلاعن عنهم بعيد..
ويجمع العلماء على تحريم لعن المسلم المصون , الا لمن ورد لعنه بنص صريح , كى لا ترتد اللعنة على صاحبها ويبوء بالخسران وغضب الرب العظيم, وثبت فى صحيح البخاري ان ْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن سَبَّابًا، وَلافَحَّاشًا، وَلا لَعَّانًا.. ومن سنته تحريم اللعن، وتعظيم أمره , فلا يجوز الا فى حالات منصوص عليها صراحة فى القران العظيم والسنة النبوية الشريفة , كما فى لعن الربا وأكله- الخمر والمتعامل به- قذف المحصنات – والحالقة والشاقة وغيره مما ورد نصا .. وقال الرسول الاعظم ((إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً)) , وقال (( ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا بفاحش ولا بالبذىء)) , وعنه عليه الصلاة والسلام انه قال (( ان العبد اذا لعن شيئا صعدت اللعنة الى السماء فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فاذا لم تجد مساغا رجعت الى الذى لعن ان كان أهلا لذلك والا رجعت الى قائلها )) .
ويتفق اهل العلم على انه يجوز لعن اصحاب المعاصى غير المعينين او بأوصاف العموم التى وردت فى القران العظيم , ومنها لعنة الله على الظالمين- الكافرين – الفاسقين-اليهود والنصارى – ويقول الامام الذهبى أن لعن انسان بعينة مما اتصف بشىء من المعاصى , كيهودى او ظالم او زان او سارق ليس بحرام وفقا لظاهر نص الحديث النبوى الشريف , ويجوز اللعن بحق من علمنا انه مات على ذلك , ككفر ابى لهب وفرعون ومن شابه..
وقسم الشيخ التركماني اللعن الوارد فى القران العظيم الى ثلاثة أقسام :الأول من لعنهم الله تعالى بسبب كفرهم وعنادهم واستحقاقهم للخلود في النار كما في سور البقرة 88- آل عمران 87- النساء 46 و 47و 52 - المائدة 78- التوبة 68- هود60- هود 99- القصص42- الأحزاب 64- محمد 23- الفتح 6.ومن لعنهم الله لمعاندتهم في إنكار الحق وكتم العلم والكذب على الله وتضليل الناس كما في سور البقرة 89، 159- المائدة13، 60، 64، الرعد 25- ولعن من قتل مؤمنًا متعمدًا وهذا في موضع واحد فى سورة النساء 93- ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات كما جاء فى سورة النور 23-ولعن الذين يؤذون الله ورسوله –سورة الأحزاب 57، 61- ولعن الشيطان الرجيم سورة النساء18- الحجر 35- ولعن شجرة الزقوم التي في أصل الجحيم فى سورة الإسراء 60.القسم الثانـي: لعن أهل النار، وهم الكفار الخالدون فيها، فأخبر الله تعالى بلعنهم صراحة . القسم الثالث: اللعن على سبيل التشريع، وهذا ورد في موضعين فقط هما المباهلة سورة آل عمران 59-61والثاني في الملاعنة بين الزوجين سورة النور 6-9.
والله تعالى أعلى وأعلم........