كانت هناك فتاة تدعى ماري تعيش في منزل صغير مع شقيقها الأكبر منها بسبع سنوات جاك
والدهما يدعى السيد هانز في الفترة الأخيرة مرض مرضا شديدا كانوا من أسرة فقيرة فلذلك لم يقدروا على توفير الدواء وللأسف مات والدها بعد مدة ليست وجيزة
كم كان حزن ماري كبيرا على أبيها .....
كان الفصل خريفا و الأوراق تتساقط واحدة تلو الأخرى تماما كما تتساقط الآمال من قلب ماري الصغير بعد أيام تلقى شقيق ماري منحة دراسية إلى باريس لم يكن جاك ليفوت هذه الفرصة لكنه لا يستطيع ترك أخته الصغيرة وحدها لذلك قبل سفره قام بوضعها في دار الأيتام
كانت صاحبة الميتم السيدة إيزابيل سيدة قاسية و لا تحب الفتيات الطيبات من أمثال ماري لذلك كانت تقسو عليها كثيرا أما عندما تكون السيدة إيزابيل غائبة تتولى سوسن(ابنة أخيها ) الإشراف على الأعمال وهي ليست أقل قسوة من عمتها .....كان لماري
صديقة عزيزة في الميتم تدعى لورا كانتا سعيدتين معا ولكن السيدة إيزابيل كانت دائما تصرخ في وجهيهما إذا رأتهما يضحكان
أمسى الحزن على الفتاتين ولم تدركا ما عليهما القيام به و أصبح الأمل الذي كاد يتحقق مجرد سراب يحوم في قلبيهما الصغير
في يوم من الأيام قررت ماري و لورا الهرب من هذا الميتم انتظرتا سكون الليل وخرجتا خلسة ركضتا طوال الليل حتى وصلتا إلى إحدى المدن تاهت الفتاتان هناك و من شدة الجوع و العطش أغشي عليهما لكن لحسن الحظ عثرت عليهما سيدة لطيفة تدعى يارا أخذتهما لمنزلها و اهتمت بهما شكرت الفتاتان السيدة يارا كثيرا على طيبتها معهما
أما في الميتم فقد كانت السيدة إيزابيل غاضبة جدا لاختفاء الفتاتين فأرسلت سوسن للبحث عنهما فاتجهت نحو المدينة فرأتهما مع السيدة يارا فأخبرت عمتها حالا بمكانهما
في اليوم التالي ذهبت إيزابيل و معها سوسن إلى منزل يارا
لتأخذ الفتاتين رفضت يارا طلب إيزابيل بشدة و اتهمتها بأنها تعاملهما بقسوة و لكن فجأة تذكرت يارا موقفا قديما قبل عشر سنوات ألا و هو أن إيزابيل قد سرقت جوهرة ثمينة من أحد الأثرياء
لذلك قامت يارا بتهديد إيزابيل من أنها سوف تخبر الجميع بهذا إذا لم تترك الفتاتان وحدهما فلم يكن لها سوى خيار الرحيل أما عن سوسن فقد انعدمت ثقتها بعمتها
في إحدى ليالي الشتاء الباردة طرق أحدهم باب المنزل فتحت ماري الباب لتكتشف من أنها سوسن كانت تغطيها الثلوج وكانت ترتجف من البرد وعيناها مملوءتان بالدموع بالكاد كانت تستطيع الكلام قالت : لقد مات والداي و استولت عمتي على كل ثروة أهلي و طردتني من منزلي صدمت ماري بكلام سوسن و أدخلتها حالا للمنزل و أعطتها بعض الطعام و الثياب الدافئة شعرت ماري و لورا بالحزن تجاه سوسن فعرضتا عليها صداقتهما فوافقت و اعتذرت إليهما على أنانيتها في الماضي وعاشت معهن بسعادة مع بداية فصل الربيع أخذ جاك إجازة و عاد إلى موطنه دخل الميتم
و لكنه لم يجد أخته هناك أخبره الخدم من أنها تعيش مع السيدة يارا عندها تذكر جاك من أن السيدة يارا كانت معلمته في طفولته فذهب إليها و شكرها كثيرا على اهتمامها بأخته الآن صار مطمئنا على شقيقته من أنها في أيد أمينة
قبل سفر جاك إلى باريس أخبرته ماري قصة السارقة إيزابيل فذهب ليبلغ عنها ليقبضوا عليها و اتضح فيما بعد أنها السبب في حادثة وفاة والدي سوسن أما بالنسبة للمال فلقد عاد لسوسن و لكنها تبرعت به لدور الأيتام و للفقراء و عاشت مع لورا وماري و السيدة يارا بسعادة و هناء وعاد الأمل إلى ماري من جديد كما أنها لن تنسى والدها أبدا بل ستذكره طوال عمرها .
النهاية