منتدى بنات وبس
كلَ شّـيّ يّرحً ـبّـ بّـك

كلَ شّـيّ يّتُبّـسًسًـمِ وِيّتُوِهِجَ ـ فُرحً ـآ بّـقَدُوِمِك

كلَ شّـيّ يّنٌمِقَ عَ ـبّـآرآتُ آلَتُرحً ـيّبّـ

وِيّصِـوِغّ ـ كلَمِآتُ آلَحً ـبّـ لَوِجَ ـوِدُك

كلَ شّـيّ يّنٌتُظٌـر مِشّـآركآتُك

وِقَلَمِك آلَرآئعَ ـ وِآبّـدُآعَ ـآتُك

كلَ شّـيّ يّردُدُ حً ـيّآك آلَلَهِ

فُيّ مِنٌتُدُیآتُ بّـنٌآتُ وِبّـسًسًـ

منتدى بنات وبس
كلَ شّـيّ يّرحً ـبّـ بّـك

كلَ شّـيّ يّتُبّـسًسًـمِ وِيّتُوِهِجَ ـ فُرحً ـآ بّـقَدُوِمِك

كلَ شّـيّ يّنٌمِقَ عَ ـبّـآرآتُ آلَتُرحً ـيّبّـ

وِيّصِـوِغّ ـ كلَمِآتُ آلَحً ـبّـ لَوِجَ ـوِدُك

كلَ شّـيّ يّنٌتُظٌـر مِشّـآركآتُك

وِقَلَمِك آلَرآئعَ ـ وِآبّـدُآعَ ـآتُك

كلَ شّـيّ يّردُدُ حً ـيّآك آلَلَهِ

فُيّ مِنٌتُدُیآتُ بّـنٌآتُ وِبّـسًسًـ

منتدى بنات وبس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بنات وبس


 
الرئيسيةبوابة بنات و بسالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احساس طفله خجوله

احساس طفله خجوله


¬جنسكِ . : انثى
¬مسًآههًمآتكَِ : 81
¬عمريَِ : 31

روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3 Empty
مُساهمةموضوع: روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3   روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3 Emptyالأحد أغسطس 28, 2011 8:25 am

* * *
وساد القاعة بعد ذلك صمت عميق ، وراح المفتش ينقل بصره بينهم واحدا بعد الاخر ..
كانت على وجهه مسحة من الجد والصرامة ، لم يكن لها وجود في الليلة السابقة او في صباح
ذلك اليوم ..
وكان التغيير الذي طرأ عليه واضحا للجميع .. وأخيرا
التفتت اليه مسز واريك وقالت ببرود :
- هل افهم من دعوتك لنا ايها المفتش ان لديك اسئلة اخرى تريد ان تلقيها علينا ؟
- نعم يا مسز واريك
- الم تصلكم بعد انباء عن ذلك الرجل المدعو ماكجريجور؟
- جائتنا انباء عنه يا سيدتي..
فقالت باهتمام :
- هل وجدتموه؟
فقال المفتش :
- نعم ...
وكان رد فعل هذه الاجابة سريعا وواضحا ..
فتبادلت لورا وجوليان نظرة خاطفة ، وبدا عليهما كانهما لا يصدقان ما سمعا ..
اما ستارك فانه تحرك في مقعده بقلق .. غير انه لزم الصمت ..
واما مس بنيت فانها سألت باهتمام :
- هل قبضتم عليه؟
فنظر اليها المفتش طويلا قبل ان يجيب:
- هذا مستحيل يا مس بنيت..
- مستحيل؟ لماذا؟
فقال المفتش :
- لانه مات ...
فهتفت لورا :
- مذا ؟
وامتقع لونهما .. بينما تهالك جوليان على اقرب مقعد ..
قال المفتش :
- لقد مات ماكجريجور في ( الاسكا ) منذ اكثر من عامين
فغمغمت لورا بصوت المحتضر :
- مات !!
فقال المفتش ببطء وهو يضغط على كل كلمة :
- هذا يغير الوضع تماما ، لانه يدل على ان ماكجريجور ليس هو الذي وضع الرسالة بجيب
مستر واريك ، وان واضع الرسالة شخص يعرف كل صغيرة وكبيرة عن قصة ماكجريجور
وحادث نورفولك .
قال هذا ووضع حقيبة اوراقه على احد المقاعد .. واستطرد في حديثه قائلا :
- وهذا الشخص بالتحديد لا بد ان يكون احد افراد الاسرة ..

فصاحت مس بنيت :
- كلا .. هذا الشخص لا يمكن ان يكون ..
وصمتت!..
فقال المفتش يستحثها :
- نعم يا مس بنيت؟
ولكنها لزمت الصمت ..
فالتفت المفتش توماس الى مسز واريك فقال:
- ها انت ترين يا سيدتي ان الموقف تغير كليا ..
فاجابت وهي تنهض :
- نعم .. أرى هذا ، هل انت بحاجة الي ايها المفتش ؟
- في الوقت الحاضر لا ..
- شكرا لك ..
واسرع جوليان لمساعدتها على السير ..
بينما فتح لها انجل باب الغرفة ..
وفتح المفتش حقيبة اوراقه واخرج منها المسدس.. ثم حانت منه التفاته .
فرأى انجل يهم بالخروج في اثر سيدته .. فصاح به :
- تعال يا انجل ..
فبهت الخادم ودار على عقبيه وقال :
- نعم يا سيدي ..
فقال المفتش :
- أريد ان احدثك عن هذا المسدس .. انك لم تبد بشأنه رأيا قاطعا صباح اليوم ، فهل تستطيع ان
تؤكد بصفة قاطعة هل هو مسدس سيدك ام لا ؟
فقال انجل :
- لا استطيع ان اؤكد شيئا يا سيدي ، فقد كان لديه عدد كبير من المسدسات ..
فقال المفتش توماس :
- انه مسدس اوروبي الصنع ولعله تذكار من أيام الحرب ..
- كانت لديه اسلحة كثيرة مستوردة ، وكان يعني بها بنفسه ، ولا يسمح لي بأن امسها ..
فتحول توماس الى جوليان وسأله :
- ميجور فارار ، انك طبعا ضابطا بالجيش ولا بد ان لديك مجموعة من الاسلحة التذكارية ، فهل
يدلك هذا المسدس على شيئ؟
فنظر جوليان الى المسدس وهو رأسه سلبا ، وقال :
- كلا ..
فقال توماس وهو يضع المسدس في حقيبته :
- اريد ان اذهب مع الرقيب لالقاء نظرة على اسلحة مستر واريك ، أظن انه كانت لديه تراخيص
بها ؟
فقال انجل :
- نعم يا سيدي .. والتراخيص موجودة في درج مائدة بغرفة نومه ..
وعندما هم توماس بالخروج .. استوقفته مس بنيت قائلة :
- صبرا لحظة . لتك ستحتاج الى مفتاح الدولاب ..
واخرج المفتاح من جيبها ..
فرمقها توماس بنظرة ارتياب وقال :
- لماذا أغلقت الدولاب؟
فاجابت بلهجة الاستنكار ..

- ماكان اغناك عن هذا السؤال يا سيدي .. هل توقعت ان اترك الدولاب مفتوحا وبه كل تلك
الاسلحة والذخائر الخطرة؟
فابتسم الرقيب خلسة ..
وقال توماس يدحث الخادم :
- تعال معنا يا انجل ، فقد نحتاج اليك
فتبعه انجل بضع خطوات .. ثم قفل عائدا ، واقترب من جوليان ..
وقال له بصوت خافت :
- بشأن الموضوع البسيط الذي حدثتك عنه يا سيدي ، يهمني جدا ان اعرف جوابك ، وحبذا لو
امكن تسوية الموضوع ..
فقل جوليان على كره منه :
- أظن .. أظن اننا نستطيع التفاهم ..
- شكرا لك يا سيدي ،، شكرا جزيلا ..
واسرع انجل للحاق بالمفتش .. ولكن جوليان استوقفه بقوله :
- كلا .. انتظر ..
ثم صاح يدعو المفتش :
- مستر توماس .. ايها المفتش توماس ..
ولم يكن توماس قد ابتعد .. فقفل عائدا وسأل :
- هل دعوتني يا ميجور؟
- نعم ، قبل ان تنغمس في اعمالك الروتينية ، اريد ان اقول لك شيئا كان يجب ان اشير اليه
صباح اليوم ، ولكننا جميعا كنا في حالة يرثى لها من الاضطراب والانزعاج ..
لقد قالت مسز لورا في التو واللحظة انك وجدت على المائدة بعض بصمات يهمك انت تعرف
صاحبها ، هذه البصمات يحتمل جدا ان تكون بصماتي ايها المفتش ..
فصعده توماس بعينه ..
ثم اقترب منه ببطء..
وقال بلهجة فيها معنى الاتهام :
- هل كنت هنا ليلة امس يا ميجور فارار؟
- نعم ، اني اتيت كما تعودت احيانا ان افعل بعد العشاء لكي اتجاذب اطراف الحديث مع ريتشارد
فسأه توماس :
- ووجدته ؟
فقال جوليان :
- وجدته مهموما ضيق الصدر ، ولذا لم امكث طويلا ..
- كم كانت الساعة وقتذاك يا ميجور؟
- في الحق لا اذكر ، ربما كانت العاشرة او العاشرة والنصف ،، حوالي ذلك ..
فسأله توماس :
- ألا تستطيع تحديد الوقت بشيء من الدقة ؟
- انا اسف ، لا اظنني استطيع .
فقال توماس :
- هل قام بينكما خلاث ، او تبادلتما بعض الالفاظ الخشنة ؟
فاجاب بسرعة :
- اطلاقا ..
ثم نظر الى ساعته وقال :
- لقد تأخرت، اني على موعد لالقاء خطاب انتخابي في دار البلدية ، ارجو المعذرة ..
واسرع للانصراف من باب الحديقة .

فقال المفتش وهو يتبعه الى الباب :
- كلا .. لا ينبغي ان تتخلف عن موعدك وانما يجب ان احصل منك على اقرار عن تحركاتك ليلة
امس ، وليكن ذلك غذا صباحا اذا شئت وانما ارجو ان يكون مفهوما ان هذا الاقرار اختياري
وليس الزاميا وان بوسعك ان تصطحب معك محاميك اذا شئت ..
وكانت مسز واريك قد اقبلت منذ لحظة وسمعت المفتش يتطلم ، فوقت بالباب تنصت ..
ثم دخلت .. وتركت الباب مفتوحا ..
أما جوليان فانه فهم ما ينطوي عليه كلام المفتش من مغزى..
تنهد وقال :
- حسنا .. فهمت ، فليكن لقاؤنا غدا في الساعة العاشرة صباحا وسيكون محامي معي
وخرج الى الشرفة .. ومنها الى الحديقة ..
وتحول الممتفش الى لورا وسألها :
- هل رأيت الميجور فارار ليلة امس؟
فأسقط في يدها .. فلم تدر ماذا تقول :
أجابت متلعثمة :
- أنا .. أنا .. في الواقع اني ..
وفجأة وثب ستارك من مقعده ومشى بخطى واسعة وقف بين المفتش ولورا ، فقال :
- لا أظن ان مسز لورا على استعداد للاجابة على اية اسئلة في هذه اللحظة ..
فصاح توماس في غضب :
- حقا؟ وما شأنك انت في هذا يا مستر ستارك؟
فأجابت مسز واريك :
- ان مستر ستارك على حق ..
فنظر ستارك الى المفتش توماس وابتسم .. وعض هذا على شفته وغادر الغرفة ..
وتبعه الرقيب وانجل ...
وعندئذ نظرت لورا الى مسز واريك وقالت :
- كان يجب ان اتكلم ماذا سيظن الان؟
فردت العجوز :
- ان مستر ستارك على حق يا لورا .. كلما قل كلامك الان ، كان هذا افضل ..
ثم اطرقت برأسها وتمتمت :
- يجب ان نتصل بمستر ادمز فورا،.
ونظرت الى ستارك واستطردت تقول :
- ان مستر ادمز هو محامي الاسرة ، اتصلي به الان يا مس بنيت.
فاسرعت مس بنيت الى التلفون .. ولكن العجوز استوقفتها وقالت :
- كلا .. اتصلي به من الوصلة التي بالطابق الاول .. اذهبي معها يا لورا ..
فنهضت لورا .. ولكنها وقفت مترددة .. فقالت العجوز :
- اريد ان اتحدث مع مستر ستارك على انفراد ..
- ولكن ..
- اطمئني يا عزيزتي ، سيكون كل شي على ما يرام
وما ان خرجت لورا ، وتبعتها مس بنيت ، واغلقت هذه الاخيرة الباب حتى استدارت العجوز
نحو ستارك ، وراحت تتحدث اليه بسرعة وانما بوضوح تام..
قالت :
- لا ادري هل سيتسع الوقت لحديثنا ام لا .. اني اريدك ان تساعدني يا مستر ستارك ..
- كيف؟

فتريثت العجوز قليلا ..
ثم قالت :
- انك شخص ذكي وغريب عنا جئتنا من حيث لا ندري .. ودخلت حياتنا .. اننا لا نعرف شيئا
عنك ، وانت لا شأن لك بأحد منا ، فانت غريب عنا بكل ما في هذه الكلمة من معنى ..
فقال وعلى شفتيه ابتسامة حزينة :
- أنا الزائر غير المنتظر .. فقد قيل لي ذلك قبل الان ..
فردت العجوز :
- ولأنك غريب عنا ، سأرجوك ان تفعل شيئا من اجلي ..
وقالت عذا وسارت ببطء الى الشرفة ، ونظرت يمينا ويسارا .. ثم عادت ادراجها ..
فقال ستارك :
- انني في خدمتك يا مسز واريك ..
فأجابت العجوز :
- حتى هذا المساء كان هناك تفسير معقول لمأساة التي حدثت في هذا البيت ، رجل فقد طفله ،
فجاء وانتقم ممن كان سببا في مصرع الطفل .. حادث ميلودرامي ، ولكنه ليس نادر الوقوع ..
ونحن نقرأ احيانا عن حوادث مماثلة ..
- تماما..
- وانما هذا التفسير اصبح غير ذي موضوع وثبت بصفة مؤكدة ان قاتل ابني لا بد ان يكون احد
افراد الاسرة ..
وتنهدت..
واستطرت تقول :
- هناك شخصان انا على يقين انهما لم يطلقا الرصاص على ابني .. هذا الشخصان هما زوجته
ومس بنيت ،، فقد كانتا معا عندما دوى الطلق الناري ..
فرمقها ستارك بنظرة سريعة وقال :
- هذا صحيح
واكملت العجوز :
- ولكن رغم انه ليس من الممكن ان تكون لورا قد قتلت زوجها ، الا انه من الممكن انها تعرف
القاتل ..
- اي انها كانت شريكته؟ اي اتفقت مع جوليان على الجريمة؟ أهذا ما تعنينه؟
فردت العجوز :
- أنا لا اعني هذا ، ان جوليان لم يطلق الرصاص على ابني
- كيف تأكدت من ذلك ؟
- أنا متأكدة ، سأقول لك انت الغريب ما لا يعلمه احد من افراد اسرتي ، اني امرأة أيامها معدودة
..
- أنا آسف ..
فاسكتته باشارة من يدها وقالت :
- لم أقل هذا لاستدر عطفك وشفقتك ، وانما قلته توضيحا لموقف يتعذر توضيحه بغير ذلك ،
هناك ظروف تحتم على الانسان ان يتخذ قرارا ما كان بيتخذه لو ان امامه فسحة من العمر ..
- مثل؟
فأجابت العجوز :
- سأقول لك شيئا عن ابني يا مستر ستارك ، اني كنت احبه من كل قلبي .. كان في طفولته
ويفاعه يتميز بكثير من الصفات الرائعه ، كان ناجحا وذككيا وشجاعا ، ومرحا .. وانما هذه
الصفات الطيبة ، كان يقابلها بعض العيوب ، كالقسوة والبجاحة والتمر على القيود ، بيد ان
محاسنه كانت ارجح من سيئاته ..

الا انه بفطرته ، ونشأته وتكوينه لم يكن الانسان الذي يستطيع الصمود للنكبات ..
ولقد راقبته عن كثب في السنوات الاخيرة ولاخظت انه ينحدر يوما بعد يوم نحو القاع ..
وصمتت قليلا ..
ثم قالت :
- اذا قلت انه اصبح وحشا .. فقد تظن اني ابالغ .. والواقع انه كان في بعض النواحي وحشا بكل
مافي هذه الكلمة من معنى ، كان وحشا في قسوته ، وفي كبريائه ، وفي انانيته .. ولانه اوذى في
صحته وجسده .. فقد تملكته رغبة شيطانية في ايذاء الاخرين ، وهكذا بدأ الاخرون يعانون
ويتعذبون بسببه .. هل فهمتني ؟
فأجاب ستارك :
- اظن اني فهمت
- والان .. ارد ان تعلم اني لا اكن للورا سوى الحب والتقدير ، انها تمتاز بالذكاء والشجاعه ،
ودماثة الخلق ..
وقدرتها على الاحتمال لا حدود لها .. وانا لست على يقين من انها احبت ريتشارد حين تزوجته ،
او بعد ان تزوجته ، ولكني اؤكد لك انها فعلت اقصى ما تستطيع زوجة ان تفعله لتخفيف الام
زوجها ، ولكي تجعل من مرضه وعجزه شيئا محتملا ..
غير انه كان يضيق بها ويرفض معونتها وكان يخيل الي احيانا انه يكرهها وذلك رد فعل طبيعي
اكثر مما نتصور ..
ولهذا اعتقد انك ستفهم ما اعني حين اقول لك ان ما كان لابد منه قد حدث.. فقد وقعت لورا في
حب رجل اخر ، وبادلها الرجل حبا بحب ..
فسألها ستارك :
- ولكن لماذا تقولين لي كل ذلك ؟
فأجابت بحزم :
- لانك غريب عنا .. وحوادث الحب والكراهية في هذا البيت لا تعني شيئا بالنسبة لك .. وفي
مقدورك ان تسمعها دون ان تتأثر بها ..
فتنهد وتمتم بصوت خافت :
- ربما ..
ومضت العجوز في حدثها ، وقالت :
- وهكذا جاء وقت بدا فيه ان شيئا واحد فقط يمكن ان يحل جميع المشكلات وهو موت ريتشارد
..
فقال ستارك مستفهما :
- ولهذا مات ريتشارد ؟
فردت العجوز :
- نعم ..
وساد صمت قصير . .
ثم نهض ستارك فاطفأ سيجارته وقال في هدوء :
- معذرة عن صراحتي يا مسز واريك ، ولكن هل هذا اعتراف منك بارتكاب الجريمة ؟
فقالت بحدة :
- سألقي عليك سؤالا . هل تعتقد ان من يمنح الحياة له الجق في ان يقتلها؟
ففكر في ذلك واجاب :
- لقد سمعنا عن امهات قتلن اولادهن ، ولكن بدافع الانانية في ابشع صورها ، كالحصور على
مبلغ التأمين او التخفيف من اعباء الامومة ، هل موت ريتشارد يفيدك ماليا؟
فردت العجوز :
- كلا ..

- معذرة عن صراحتي ..
- هل فهمت ما اريد قوله ؟
- اظن اني فهمت ، تريدين ان تقولي ان الام يمكن ان تقتل ابنها ، وانه من الممكن ان تكوني قد
قتلت ابنك ، ولكن هل هذا مجرد نظرية ام حيقية ؟
- اني لا اعترف بشيء ، ولكني فقط اطرح امامك وجهة نظر ، وقد تطرأ ظروف حين لا اكون
على قيد الحياة لاحسمها ولذا اريدك ان تأخذ هذا ..
واخرجن من جيبها مظروفا قدمته اليه ، فقال :
- كل هذا حسن ،ولكني لن اكون هنا ، اني سأعود الى ( عبدان ) لمباشرة عملي ..
- ان عبدان ليست في عزلة عن العالم ولا بمنأى عن المدينة لا بد ان بها صحفا واذاعة..
- نعم ، نعم .. كل هذا موجود فيها ..
فتمتمت العجوز :
- احتفظ اذن بهذا المظروف ، هل قرأت العنوان ؟
فنظر الى المظروف وقرأ العنوان : ( إلى مدير الشرطة ) ..
ثم قال :
- الحق انك بارعة كل البراعه في كتمان اسرارك ، فانا لا اعرف بوضوح ماذا في ذهنك ، او
ماذا يدور بخلدك ، هناك امران لا ثالث لهما ، اما انك ارتكب الجريمة بنفسك ، واما انك تعرفين
من ارتكبها ، فهل انا على صواب؟
- لا اريد مناقشة هذا الموضوع ..
- ولكني اشعر بفضول شديد الى معرفة ما يدور بخلدك ..
- يؤسفني اني لا استطيع ان اشبع فضولك ، اني كما قلت امرأة تعرف كيف تكتم اسرارها جيدا ..
فحاول ستارك الوصول الى هدقه من زاوية اخرى قال :
- هذا الرجل الذي كان يقوم على خدمة ابنك ..
- تعني انجل؟
- نعم ،، هل تحبينه ؟
- كلا .. ولكنه كفء في عمله .. ولم يكن ريتشارد مريضا سهل القياد ..
- ألم يكن انجل يضيق به ؟
- ولماذا؟ فثد كان ريتشارد يكافئه بسخاء..
- هل كان ابنك يعرف عن ماضي انجل ما يشينه ؟
- تعني شيئا كان يمكن ان يهدده به ؟
- نعم
- لا اظن
- كنت اتسائل عما اذا كان انجل ؟
- اذا كان هو الذي قتل ابني؟ اني ارتاب في هذا ، اني اتراب في هذا كثيرا ..
فتنهد ستارك وقال :
- ارى انك لم تقعي في الفخ ، وهذا يبعث على الاسف ، ولكن ما باليد حيلة ..
فتهضت العجوز وهي تقول :
- شكرا على انك افسحت لي صدرك يا سيدي ..
وانبعثت واقفة .. ومدت يدها ..
واستغرب ستراك حين ركها تنهي الحديث فجأة ، غير انه تناول يدها وشد عليها بقوة ..
ومشت الى الباب ..
فتبعها ، واغلق الباب بعد انصرافها . ..
ثم هز رأسه وتمتم قائلا :
- يا لها من امرأة

ونظر الى المظروف وقرأ عنوانه مرة أخرى ... ( إلى مدير البوليس ) ..
وارسل بصره عبر باب الحديقة ، وتساءل
" ترى ماذا كتبت العجوز في رسالتها الى مدير البوليس واي شخص اتهمت بقتل ابنها ؟ "
وانه يفكر في هذا ويضرب اخماسا لاسداس ، اذا بباب الغرفة يفتح وتدخل مس بنيت ...
كانت دلائل القلق والانزعاج تبدو على محياها ..
ابتدرته بقولها :
- ماذا قالت لك ؟
فبهت ستارك وهتف :
- من تعنين؟
- مسز واريك ، ماذا اخبرتك ؟
- اراك منزعجة ، لماذا؟
- لاني اعرف ماذا يمكنها ان تفعل
- ماذا يمكنها؟ ان ترتكب جريمة قتل؟
- هل هذا ما اردت ان تقتعك به ؟ هذا ليس صحيحا ، يجب ان تدرك انه ليس صحيحا ..
- انه جائز
- اؤكد لك انه ليس صحيحا
- لماذا ؟
فقالت وهي تتهالك على احد المقاعد :
- لاني اعلم .. هل تظن ان هناك شيئا لا اعلمه عن هؤلاء الناس؟ اني اعمل معهم منذ سنوات
عديدة ، ويهمني امرهم جميعا ..
- بما فيهم ريتشارد واريك !
- اني كنت احبه في وقت ما ..
وصمتت ..
فقال وهو يتفرس فيها :
- امضي في حديثك ..
فردت مس بنيت :
- كلنه تغير ، تغيرت عقليته ، واختل تفكيره ، فكان في بعض الاحيان شيطانا مريدا ..
- الجميع متفقون في هذا ..
- ليتك عرفته كما كان قبلا ..
فقال ستارك :
- انا لا اصدق ذلك .. فالناس لا يتحولون الى النقيض على هذا النجو ..
فأجابت مس بنيت :
- انه تحول الى النقيض
فصاح ستارك وهو يذرع ارض الغرفة :
- كلا .. كلا .. انه لم يتحول ، انك لم تفهمي الامر على حقيقته ، الحقيقة انه كان في قرارة نفسه
دائما شيطانا ..
انه احد اولئك الناس الذين لا يظهر معدنهم الحقيقي الا حينما يتخلى الحظ عنهم . . فهو سعيد
ومعقول طالما هو ناجح وفي مقدوره ان يصل الى ما يريد ..
فاذا قلب له الدهر ظهر المجن ،، يسطر عليه الشر وطغت القسوة التي كانت ترسب في اعماقه ..
كانت القسوة دائما هناك .. واراهن انه كان فظا وهو طالب في المدرسة ..
احبته النساء ، لان النساء دائما يحببن الاجلاف ..
واحب هو الصيد والقنص لانه وجد فيها متنفسا لقسوته ولعه بتعذيب الاخرين ..

تلك هي انطباعاتي عنه ، على ضوء ما قاله الاخرون ..
ولعله استطاع ان يظهر امام الناس في صورة الرجل الكريم الناجح المهذب ..
ولكن الضعه والقسوة والنذاله كانت هناك دائما ..
وكل ما حدث عندما اصيب هو ان الواجهو الجميلة البراقة تحطمت وانهارت فظهر هو على
حقيقته ..
فقالت مس بنيت وهي تنهض :
- لا اعلم بأي حق تكلم هكذا .. انك غريب عن هذا البيت ولا تعرف شيئا عنه ..
فأجاب ستارك :
- بل أعرف عنه الكثير ، لاني سمعت الكثير ، كل واحد هنا كان يريد التحدث الي لسبب او لآخر
.
- هذا صحيح ، وهأنذا اتحدث اليك ، هل تعرف لماذا؟ لان احدا منا لا يجرؤ على التحدث الى
الاخرين .. ثم نظرت اليه متوسلة وقالت :
- كم اتمنى الا ترحل ..
فقال بتؤذة :
- الواقع اني لم افعل شيئا ذا اهمية .. كل ما فعلته هو اني دخلت هذا البيت بغير استئذان ..
واكتشفت وجود جثة رجل مقتول ..
- أنا ولورا اكتشفنا الجثة ..
وتمهلت قليلا ..
ثم قالت مستدركة :
- بل أطن ان لورا وحدها التي اكتشفتها
فنظر اليها وابتسم وقال :
- انت امرأة ذكية يا مس بنيت .
- انك تصديت لمساعدتها ، اليس كذلك ؟
- انت تتوهمين اشياء لم تحص ..
- كلا .. الواقع اني لا اريد للورا سوى السعادة .. اريدها ات تكون سعيدة جدا ..
فتحول اليها وقال بحدة :
- انا ايضا اريد لها السعادة ..
- في هذه الحالة ..
ولم تتم عبارتها ..
فقد سمعا وقع اقدام في الشرفة ..
وشاهدا جان يعبث بمسدس ، فافلتت من فم مس بنيت آهه ذعر ، ولكن ستارك رفع اصبعه الى
فمه محذرا ..
وهمس قائلا :
- صه ..
ثم اقترب من جان وسأله :
- ماذا تفعل يا جان ؟
ولم تطق مس بنيت صبرا ..
واسرعت الى الشاب وهي تصيح :
- اعطني هذا المسدس يا جان .
ومدت يدها لتتناول المسدس ، ولكن الشاب قهقه ضاحكا وانطلق يعدو في الحديقة وهو يصيح :
- تعالي خذيه ان استطعتي ..
فانطلقت في اثره وهي تصرخ :
- جان . جان ...

ووقف ستاارك يراقبهما من بعيد ..
وهم بالخروج الى الشرفة ولكنه سمع صوت باب الغرفة يفتح ، فاستدار فرأى لورا ..
نظرت لورا حولها وسألت :
- أين المفتش اذن؟
فأشار ستارك باصبعه نحو الطابق الاول ، فقالت :
- اريد التكلم اليك يا مايكل ، ان جوليان لم يقتل ريتشارد ..
فقال ببرود :
- احقا ؟ هل لك ذلك ؟
- الا تصدقني؟ هذه هي الحقيقة ..
- لعلك تريدين ان تقولي ان هذا ما تعتقدين انه الحقيقة ..
- انا اعلم انها الحقيقة ، انه كان يظن اني قتلت ريتشارد .
- لا غرابة في ذلك ، انا ايضا ظننت هذا
- انه صدم عندما ساوره الشك في اني ارتكتبت الجريمة ، وتغير شعوره نحوي تماما ..
فارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة وقال :
- هذا في حين انك عندما ظننت انه هو القاتل ، كنت على اتم استعداد لتحمل المسؤولية كلها ..
ثم هز رأسه واستطرد قائلا :
- الحق انك امرأة رائعة ، وكن ماذا حمله على الادلاء بهذا الاعتراف المدمر ، لماذا اعترف بانه
كان هنا ليلة امس .. لا شك ان السبب ليس حبه للحقيقة وحرصه على اعلانها ..
فأجابت لورا :
- السبب هو انجل ، فقد رأى ، او زعم انه رأى جوليان هنا ..
- الواقع اني اشتممت رائحة ابتزاز ، وكنت اشعر بنفور من هذا الرجل المدعو انجل ..
فتمتمت لورا :
- فقد قال انه رأى جوليان ينصرف مسرعا عقب انطلاق الرصاصة .. يا إلهي ، كم انا خائفة ،
انني اشعر بالحلقة تضيق من حولنا ..
وتهالكت على أحد المقاعد ،،
فاقترب منها ، وقال وهو يضع يديه على كتفيها :
- كلا .. لا تخافي سيكون كل شيء على ما يرام ..
فصاحت في يأس :
- ولكن كيف ، كيف؟
فقال وهو يسير نحو باب الشرفة :
- اؤكد لك ان كل شيء سيكون على ما يرام ..
فقالت لورا :
- هل سنعرف يوما ما من قتل ريتشارد ؟
فنظر ستارك الى الحديقة كمن يرى شيئا مسليا ..
ثم قال :
- ان مس بنيت على يقين من انها تعرف ..
فتنهدت لورا وقالت :
- مس بنيت تصيب حينا وتخطئ احيانا ..
فمد ستارك يده نحوها ..
وقال وهو لا يزال يطل على الحديقة :
- تعال .. بسرعة . .
فهرولت اليه .. وامسكت بيده ..

قال وهو يراقب ما يجدث في الحديقة :
- نعم يا لورا ،، هذا ما ظنته .
- ماذا ؟
- - صه ..
ودخلت مس بنيت مسرعة ، وقالت وهي تلهث :
- مستر ستارك .. لورا .. اخرجا بسرعة .. الى الغرفة المجاورة ،، المفتش هناك ..
فهرول ستارك ولورا الى الغرفة المجاورة ...


* * *
بينما نظرت مس بنيت الى الحديقة وقالت :
- تعال ، تعال يا جان وكفى مضايقة ..
فدخل جان من باب الشرفة ببطء . وفي عينيه نظرة تجمع بين التمرد والانتصار ..
وسألته مس بنيت وهي تشير الى المسدس الذي بيده :
- كيف حصلت على هذا ؟
فأجاب وهو يبتس بدهاء :
- هل ظننت انك كنت بارعة حين اغلقت الدولاب؟ فقد وجدت مفتاحا يفتحه واخذت هذا المسدس
، وسوف استعمله في اطلاق الرصاص كما كان يفعل ريتشارد .
قال ذك وصوب المسدس نحوها فجأة واردف :
- حذار يا مس بنيت ، فقد اطلقه عليك ..
فأجفلت ..
ولكنها قالت في هدوء :
- لا شك انك لن تفعل هذا يا جان .. أنا واثقة من انك لن تفعل ..
فظل يصوب المسدس نحوها لحظة ..
ثم خفصه ..
وتنهدت المرأة واطمأنت قليلا ..
وقال جان بلطف :
- كلا يا مس بنيت ، لن افعل هذا ..
- هذا لانك اصبحت رجلا الان ، ولن تتصرف كالصغار .. اليس كذلك ؟
فأجاب وهو يجلس امام المكتب :
- نعم انا رجل الان ، وبعد موت ريتشارد اصبحت الرجل الوحيد في الاسرة ..
- ولهذا كنت على يقين من انك لن تطلق الرصاص علي ، انك لن تطلقه الا على العدو ..
- طبعا ،،
فقالت وهي تقترب من المكتب بحذر :
- خلال الحرب كان رجال المقاومة اذا قتل واحدا من الاعداء حفر علامة في ماسورة مسدسه ..
فنظر جان الى ماسورة المسدس وقال :
- أحقا؟ هل كانت على مسدساتهم علامات كثيرة ؟
- نعم ، بعضهم كانت على مسدساتهم علامات كثيرة
- يا لها من لعبة مسلية

- وطبعا كان بعضهم ينفر من القتل ، بينما كان البعض الاخر يستطيبه ويتلذذ به ..
- مثل ريتشارد
- نعم ، كان ريتشارد يحب قتل الحيوان والطير ، فهل انت كذلك يا جان ؟
فاخرج جان من جيبه مطواة ، وراح يحفر بها علامة على فوهة المسدس ..
وقال ببساطة :
- ان القتل متعة
فقالت مس بنيت :
- انك لم تشأ ان يبعث بك ريتشارد الى احد المصحات .. اليس كذلك ؟
فقال جان :
- كان دائما يهدد بابعادي من هنا ، فقد كان وحشا
فقالت مس بنيت وهي تدور حوله ببطء :
- اذكر انك قلت له مرة بانك ستقتله اذا حاول ابعادك
- هل قلت له ذلك حقا !
فقالت مس بنيت :
- ولكنك لم تقتله
- كلا .. انا لم اقتله
- كان ذلك ضعفا منك
فقال جان :
- أحقا ..
- نعم .. لانك هددته بالقتل ولم تنف تهديدك ، اذا حاول انسان ان يسجنني في مصحة فاني لن
اتردد في قتله ..
فرد جان :
- أنا ايضا افعل ذلك
فقالت في دهاء :
- هذا مجرد كلام ، لانك لم تقتله ، بل قتله ضخص اخر
فسأل جان :
- من قال ان شخصا اخر قتله ، ربما اكون انا الذي قتلته ..
فقالت مس بنيت :
- كلا ، لا يمكن ان تكون قد قتلته .. لانك كنت مراهقا صغيرا ولا تجرؤ على القتل ..
فوثب من مقعده وصاح :
- اتظننين اني لم اكن اجرؤ ؟ اهذا ما تظنينه ؟
- طلعا لم تكن تجرؤ على قتل ريتئارد ، كان لا بد ان تكون كبيرا وشجاعا لكي تفعل ذلك ..
فقال وهو يضحك :
- انك لا تعرفين شيئا يا مس بنيت
- هل هناك شيء لا اعرفه ؟ اتضحك مني يا جان ؟
فقال جان :
- نعم ، اضحك منك لاني ابرع منك
ثم استدار اليها فجأة وقال :
- اني اعرف اشياء لا تعرفينها ..
فأجابت مس بنيت :
- مالذي تعرفه ولا اعرفه؟
فارتسمت على شفتيه ابتسامة غامضة وجلس دون ان يجيب ..
فقالت وهي تقترب منه :

- الا تريد ان تحبرني ؟ الا تثق بي .. ؟
فأجاب في مرارة :
- لا يجب ان يثق الانسان في احد ..
- لقد بدأت الان اشعر بأنك بارع ، وان هناك أشياء لا اعرفها
- هل بدأت تدركين مدى براعتي؟
فتمتمت مس بنيت :
- نعم ، هل هناك اشياء كثرة اخرى لا اعرفها عنك ؟
فرد جان بهدوء :
- أشياء كثيرة جدا ، ثم اني اعرف اشياء كثيرة عن كل واحد هنا ، ولكني لا اتكلم ، اني في بعض
الاحيان استيقظ ليلا واتجول في البيت فأرى واسمع غير اني لا اتكلم ..
- لابد انك تعرف الان كثيرا من الاسرار الخطيرة ..
فضحك وقال :
- أعرف اسرارا سيقف شعر راسك ذعرا اذا حدثتك عنها ..
فردت وهي تتفرس في وجهه :
- ذعرا منك يا جان
فقال جان متمهلا :
- نعم مني أنا ..
- انني لم اكن اعرفك على حقيقتك يا جان ، اما الان فانني بدأت افهمك ..
فقال وقد اثمله الاطراء :
- لا أحد يعرفني على حقيقتي او يعرف ما استطيع عمله .. مسكين ريتشارد ، كان يجلس هنا
كالابله ويطلق الرصاص على الارانب الحمقاء ..
ثم انثنتى الى مس بنيت قائلا :
- ترى ، هل خطر بباله ان شخصا ما قد يطلق عليه الرصاص هو ايضا ؟
- طبعا لا ، وقد اخطأ اذ لم يفعل في ذلك .
- نعم ، انه اخطأ كثيرا ، وكان اكبر اخطائه انه اراد ان يبعدني غير اني عرفت كيف امنعه ،،
- احقا . ؟ ماذا فعلت كي تمنعه
فنظر اليها بخبث ودهاء . .
ثم هز كتفيه واجاب :
- لن اخبر احدا
- ربما كنت على حق ، اني اعرف ماذا فعلت كي تمنعه ، ولكني لن اقول لاحد ، كي يظل سرك
في حرز امين ..
- نعم انه سري وحدي ..
ثم تألقت عيناه وقال :
- لا أحد يعرفني على حقيقتي .. اني خطير .. ويحسن بالجميع ان يحذروني ...
- ان ريتشارد لم يكن يعرف مدى خطورتك ، ولا شك انه دهش ..
- دهش؟ وايه دهشة ! فقد امتقع وجهه ، ثم سقط رأسه فوق صدره ، وسال الدم على قميصه ولم
يتحرك بعدئذ ، فقد منعته من تهديدي ، فلن يهددني احد بعد الان ..
ثم اقترب من مس بنيت ..
وقال وهو يعرض المسدس امامها :
- انظري ، لقد وضعت علامة على ماسورة المسدس ..
- هذا امر مثير ، دعني أرى ..
ومدت يدها لتتناول المسدس ، ولكنه كان اسرع منها فتراجع خطوة وقال :

كلا ، لن اسمح لاحد بأن يأخذ مسدس ، واذا حاول رجال البوليس ان يقبضوا علي فسأطلق عليهم
الرصاص ..
فردت مس بنيت :
- لا ضرورة لذلك ، لا ضرورة اطلاقا ، فأنت ماهر جدا ، فلن يساورهم شك في امرك ..
فضحك وقال :
- انهم بلهاء ، بلهاء جدا ، بل واكثر بلاهة من ريتشارد ..
وصوب المسدس نحو المقعد المتحرك الذي كان يجلس عليه اخوه ،،
وفي هذه اللحظة ، فتح الباب ودخل المفتش والرقيب ..
وما أن رآهما جان حتى دار على عقبيه .. ووثب نحو الشرفة ، بينما ارتمت مس بنيت على احد
المقاعد واجهشت بالبكاء .
وصاح المفتش بالرقيب :
- اسرع خلفه ، ولا تدعه يفلت منك ..
فانطلق الرقيب في اثر جان ..
ودخل ستارك ولورا ..
وتبعهما انجل ..
ثم ظهرت مس واريك على عتبة الباب بقامتها الطويلة المستقيمة ، ووجها الجامد الذي لا يعبر
عن شيء ..
واقبل المفتش على مس بنيت .. وقال لها بلطف وهو يربت على كفتها :
- خيرا ما فعلت يا مس بنيت .. هدئي اعصابك ورفهي عنك ، ولا تحزني ..
فقالت بصوت متهدج :
- كنت اعلم منذ البداية ، اني اعرف جان كما لا يعرفه احد سواي ، كان ريتشارد يتحداه ويثيره
بلا هواده ، وقد لاحظت في الفترة الاخيرة ان جان اصبح انسانا خطرا ..
فهافا لورا في حزن وجزع:
- جان .. مستحيل !
- وارتمت على مقعد امام المكتب ..
ونظرت مسز واريك الى مس بنيت مؤنبة ..
وقالت تعاتبها :
- لماذا فعلت هذا يا مس بنيت ؟ لماذ؟ ظننت انك ستكونين مخلصة على الاقل .
فقالت مس بنيت بلهجة التحدي :
- هناك ظروف تكون فيها الحقيقة أهم من الاخلاص ، انك لم تلاحظي ولا احد لاحظ انه يزداد
خطورة يوما بعد يوم ، انه شاب لطيف ولكن ..
وغلبها الحزن ..
فلم تكمل عبارتها ..
وتقدمت مسز واريك ببطء وحزن وجلست على أحد المقاعد ..
فقال المفتش :
- ان امثاله يصبحون خطرا على انفسهم وعلى سواهم عندما يصلون الى سن معينه ، انهم يفقدون
الادراك والتمييز والسيطرة على انفسهم ، وعلى تصرفاتهم ..
ثم التفت الى مسز واريك وقال :
- لا تبتئسي يا سيدتي .. فانني اعدك بانه سوف يعامل برفق وعطف .. ان موقفه واضح ، شاب
متخلف عقليا وغير مسؤل عما يفعل ..
وهذا معناه انه سوف يحجز في مكان تتوفر فيه اسباب الراحة ووسائل العلاج ، وهو ما كنتم
ستفعلونه به على اي حال ان عاجلا او آجلا ..
فقالت مسز واريك :

- نعم .. نعم .. انك على حق ..
ثم التفتت الى مس بنيت وقالت :
- أنا آسفة يا مس بنيت .. انك قلت ان لا أحد كان يعرف انه اصبح خطرا . أنا كنت أعرف ،
ولكن لم يكن في استطاعتي ان افعل شيئا ..
فقالت مس بنيت :
- كان لابد ان يفعل احد شيئا...
وهنا سمعوا صوت طلق ناري فوجموا ، وجمدوا في أماكنهم لحظة ..
ونظر بعضهم الى بعض ..
ثم اندفع الرجال نحو الشرفة ..
ولكنهم ما كادو يبلغونها حتى سمعوا صوت طلق اخر ..
وصرخة مخيفة ...
كصرخة وحش جريح ..
جعلت الدم يجمد في عروقهم ....!
قبل ان يتبين المفتش والحاضرون مصدر الطلقين والصرخة ، برز الرقيب من بين اشجار
الحديقة وهو يترنح ..
كان ممسكا بيده اليسرى ، والدم ينزف منها بغزارة ..
فصاح به المفتس :
- ماذا حدث؟
ولم يجب الرقيب على الفور ، ورأى المفتش من تقلص وجهه انه يتألم ، فخف اليه ، وأحاطه
بساعده ، وعاونه على ارتقاء درج السلم المؤدي الى الشرفة ..
ثم اجلسه على أحد المقاعد وقال لانجل :
- علي بضمادة اعصب بها جرحه ..
فغادر الخادم الغرفة مسرعا ..
بينما قال ستارك :
- هل ادعو سيارة الاسعاف؟
فقال الرقيب وهو لا يزال يتألم :
- كلا .. لا ضرورة لذلك ، انه جرح بسيط !
فسأله المفتش :
- ماذا حدث؟
وتعلقت الانظار بشفتي ارقيب..
فقال هذا :
- اني عدوت خلفه ، وكان الضباب قد بدأ ينتشر ، فراح يحاورني بين اشجار الحديقة ، ثم اطلق
علي رصاصة اصابت يدي ، ولكني واصلت مطاردته وانقضضت عليه لانتزع المسدس من يده
فانطلقت من المسدس رصاصة اصابت قلبه وقتلته ..
فوضعت لورا يدها على فمها لتمنع صرخة كادت ان تفلت منها ، ثم سارت مترنحه حتى تهالكت
على مقعد امام المكتب ...
أما مس بنيت ، فانها اجهشت بالبكاء بصوت مسموع ..
وعاد انجل بالضماده ..
فتناولها المفتش وقال وهو يعصب يد الرقيب :
- هل أنت واثق من انه مات ؟
- نعم يا سيدي ..
ثم هز رأسه في أسى وقال :
- مسكين هذا الصبي ، كان يحاورني بين أشجار الحديقة ويضحك كما لو كان الامر كله مجرد
مزحة .
- وأين هو ؟
- تعال أدلك على مكانه ..
- كلا ، خير لك ان تبقى هنا
- اني احسن حالا الان ..
ونهض واقفا ، ومشى الى الشرفة ..
ونظر المفتش الى من جوله وقال :
- اني جد آسف على ما حدث ، ولكن لعل ذلك هو أفضل الحلول !
وغادر المكان في أثر الرقيب ..
وهزت مسز واريك رأسها في حزن .. تمتمت قائلة :
- أفضل الحلول ..!
فصاحت مس بنيت :
- نعم .. نعم .. ذلك أفضل الحلول ، انه جنبي الصبي كثيرا من المتاعب ..
ثم اسرعت الى مسز واريك ، وقاتل وهي تأبط ذراعها لتساعدها على السير :
- هلمي ايتها العزيزة ، كفا ما عانيت اليوم .
وقبل ان تغادر مسز واريك الغرفة ، لحق بها ستارك وقال وهو يخرج المظروف من جيبه :
- اظم انه يحسن بك الان ان تستردي هذا ..
- نعم ، نعم ... لم تبق له ضرورة الان ..
وانصرفت مسز ورايك ومس بنيت ، ولم يبق بالغرفة سوى ستارك وانجل ، ولورا .. التي دفنت
وجهها بين كفيها ، وقد برح بها الحزم والاسى ..
ووقف انجل مترددا لحظة ، ثم اقترب من المكتب حيث كانت تجلس لورا وقال :
- لا أعرف كيف اعبر لك عن اسفي وحزني سيدتي ، فاذا كان هناك ما استطيع عمله ..
فقاطعته بأن قالت دون ان ترفع رأسها :
- نحن لم نعد بحاجة الى خدماتك يا أنجل ، سأعد لك شيكا بمستحقاتك وعليك ان تغادر هذا البيت
اليوم ..
- شكرا يا سيدتي ..
ودار على عقبيه ، وغادر الغرفة ..
فأغلق ستارك الباب وراءه وقال يحدث لورا :
- ألا تريدين اتهامه بالابتزاز؟
- كلا
- هذا أمر يؤسف له
ثم أردف بعد قليل :
- أظن انه يحسن بي الان ان اودعك وارحل ..
فملم ترفع لورا رأسها ، ولم تتكلم .
قال :
- لا يجب ان تحزني ..
فأجابت بشعور صادق :
- اني حزينة
- من أجل ذلك الصبي ؟
فنظرت اليه وقالت :

- نعم ، ولاني كنت السبب ، فقد كان ريتشارد على حق ، وكان يجب ارسال جان الى احدى
المصحات حيث لا يستطيع ان يؤذي احدا ، ولكني عارضت في ذلم بقوة ، ولهذا كنت السبب في
مقتل زوجي ..
فقال ستارك بشيء من الخشونة :
- دعي هذه الحساسيات يا لورا ، ولنكن واقعيين ، فقد لقي زوجك حتفه بطبعه وحفر قبره بنفسه
.. كان بوسعه ان يعامل الصبي بشيء من الرفق والحنان ، اليس كذلك ؟ لا ينبغي ان تنحي
باللائمة على نفسك ، ان من حقك الان ان تكوني سعيدة ، وان تنعمي بالراحة والاستقرار ..
فاجابت بمرارة :
- مع من؟ مع جوليان؟ انت ترى انه قد تغير كثيرا ولم يعد كالعهد به ..
- لماذا ؟
- عندما ظننت ان جوليان هو الذي قتل زوجي ، لم يؤثر ذلك على شعوري نحوه ، ولم يضعف
حبي له ، بل على العكس ، كنت على استعداد للاعتراف بالجريمة ومواجهة التبعات ..
- أعلم هذا ، وتلك هي الحماقة بكل معانيها ، يا إلهي ، لماذا يطيب للنساء دائما ان يجعلن من
انفسهن شهيدات ؟
فاستطرت لورا قائلة بحنق :
- اما عندما ظن جوليان انني التي ارتكبت الجريمة تغير تمام ، وتبدل شعوره نحوي ، صحيح انه
ابدى شهامة حين التزم الصمت ولم يدل باقوال تزيد من موقفي سوءا ، ولكن هذا كل ما فعله ،
نعم ، نعم ، نعم ، انه تغير كثيرا ..
- اصغي الي يا لورا ، يجب ان تعلمي ان رد الفعل عند الرجال يختلف عنه عند النساء ، والواقع
ان الرجال هم الجنس الاكثر حساسية ، اما النساء فانهن اكثر شراسة واصلب معدنا ، والمرأة
تستطيع ان ترتكب جريمة قتل بمثل البساطة التي تصبغ بها شفتيها .. والنتيجة هي ان المرأة قد
تنظر باكبار الى الرجل الذي يرتكب جريمة قتل من اجلها ، اما الرجل فان شعوره وردة الفعل
عنده يختلفان تماما ..
- ولكن شعورك انت لم يكن كذلك ، عندما ظننت اني قتلت زوجي تقدمت لمساعدتي دون تردد .
.
فأجفل وصمت لحظة .. ثم قال :
- ان موقفي يختلف ، كان لزما علي مساعدتك ..
- ولماذا كان هذا الالتزام بمساعدتي؟
فأجاب بهدوء :
- اني ما زلت اريد مساعدتك ..
فقالت لورا وهي تتفرس في وجهه :
- الا ترى اننا عدنا من حيث بدانا ؟ واني ما زلت المسؤولة عن مصرع ريتشارد .. لانني
عارضت في ارسال جان الى احدى المصحات ؟.
فجلس ستارك من طرف الاريكة وقال :
- هل هذا هو كل ما يزعجك ؟ أيزعجك ان يكون جان هو الذي اطلق الرصاص على زوجك ؟
،... الا يحتمل ان تكون الحقيقة غير ذلك ؟.
فتمتمت لورا :
- كيف تقول كلاما كهذا ؟ اني سمعته ، بل كلنا سمعناه حين اعترف بالجريمة وتفاخر بها ..
فقال مايكل بهدوء :
- أعلم هذا ، ولكن هل تعرفين شيئا عن قوة الايحاء؟ فقد استدجته مس بنيت بلباقة ، وعرفت ككيف
تثير حقده تارة ، وتغذي خيلاءه مرة اخرى ، وكان الصبي تربة صالحة للايحاء ، فراقته كما
تروح أغلب المراهقين فكرة ان يكون قاتلا ...

فقد لوحت له مس بنيت بالطعم فابتلعه ، وتصور انه قتل زوجك ، فوضع علامة على ماسورة
مسدسه ، كما كان يفعل رجال المقاومة وتصور نفسه بطلا ..
ونهض واقفا ، وأخذ يذرع أرض الغرفة..
ثم قال :
- انك لا تعلمين ولا احد يعلم هل قال الحقيقة ام لا
- ولكنه اطلق الرصاص على الرقيب ..
فقال ستارك :
- نعم .. انه انسان خطر ما في ذلك شك ، ويحتمل جديا يكون هو الذي اطلق الرصاص على
زوجك ، غير انك لا تستطيع ان تؤكدي بصفة قاطعة انه فعل هذا ، يحتمل ان يكون من اطلق
الرصاص شخصا اخر ..
- من؟
فأجاب بعد صمت قصير :
- مس بنيت مثلا .. انها تحبك ، انها تحبك فربما ظنت انك ستكونين سعيدة اذا تخلصت من
زوجك . او مسز واريك نفسها ، او صديقك جوليان .. ريما كان جوليان قد اطلق الرصاص على
ريشارد ، ثم زعم بعد ذلك انه ظن انك القاتلة ، وهي لعبة بارعة خدعتك تماما ..
- لا شك انك غير مؤمن بما تقول .. انت تقول هذا فقط لترفه عني وتخلصني من وخز الضمير ..
فصاح ستارك في ضيق :
- يا فتاتي العزيزة ، اي شخص يمكن ان يكون هو الذي اطلق الرصاص على زوجك ، ولا
استثني ماكجريجور نفسه ..
فبهتت وصاحت :
- ماكجريجور؟ ولكن ماكجريرجور مات .
- طبعا .. المفروض انه مات ، اصغي الي ، في مقدوري ان اطرح القضية امامك بطريقة لا تدع
مجالا للشك في ان ماكجريجور هو القاتل ..
هي انه قرر قتل زوجك على سبيل الانتقام ، فماذا يفعل؟ اول شيء يفعله هو ان يتخلص من
شخصيته ، فليس من العسير عليه ان يزيف حادث وفاة في مكان قصي من بلد بعيد مثل الاسكا ،
هذا يكلفه بعض المال ، وشهادة زور ولكنه ممكن ..
ثم ينتحل اسما جديدا ويبني لنفسه شخصية جديدة ، ويزاول مهنة جديدة في بلد آخر .
غير انه يظل بطريقة او باخرى على اتصال بما يجري هنا ، حتى اذا علم انكم غاردتم (
نورفولك ) ، وجئت الى هذا البيت ، شرع في وضع خطته ..
ثم يزيل لحيته ويصبغ شعره ويفعل كل ما من شأنه ان يغير ملامح وجهه ، وفي ليلة كثيفة
الضباب ، يأتي الى هنا ..
وصمت ستارك قليلا .. ثم نهض ووقف أمام الشرفة وقال وهو يطل على الحديقة :
- لنفرض اذن انه جاء الى هنا ، ووجد زوجك في مقعده ولم يشأ ان يقتله غدرا فقال له : ان معي
مسدسي ، ومعك مسدسك ، سأعد من واحد الى ثلاثة ثم يطلق كل منا مسدسه على الاخر ، اني
جئت لانتقم لولدي كما تعلم ..
ومضى في حديثه ، فقال :
- لنفرض ايضا ان زوجك ليس شخصا رياضيا بكل معنى الكلمة كما تتوهمين ، وانه ينتظر
غريمه حتى يفرغ من العد ..
واذكر انك قلت عن زوجك انه كان بارعا في اصابة الهدف ..
فلنفترض انه اخطأ الهدف هذه المرة، وطاشت رصاصته في الحديقة ..
حيث يوجد كثير من الرصاصات التي سبق ان اطلقها ..
بينما لم يخطئ ماكجريجور واصابت رصاصته الهدف ، وقتلت زوجك ..


ولنتصور بعد ذلك ان ماكجريجور وضع مسدسه بقرب الجثة ، واخذ مسدس زوجك ، وغادر
البيت عن طريق الحديقة ، ثم عاد بعد قليل .
- عاد؟ لماذا ؟
- لنفرض ان سيارته وقعت في حفرة ، فلم تستطع الابتعاد ، فناذا يفعل؟ انه يفعل الشيء الطبيعي
الوحيد ، وهو ان يدخل البيت ويكتشف وجود الجثة ..
فقالت في دهشة :
- انك تتكلم كما لو كنت تعرف ما حدث تماما ..
فقال ستارك بحدة :
- انا اعرف ما حدث .. ألم تفهمي .. أنا ما كجريجور .!
ولم تصدق لورا اذنيها ..
ونهضت من مقعدها وهي تغمغم :
- أنت ..
وحملقت نحوه بعينين مفعمتين بالدهشة والذهول ..
فقال بصوت اجش :
- وداعا يا لورا ..
وخرج الى الشرفة ..
واختفى بين أشجار الحديقة ..
وعندما افاقت من دهشتها ..
أسرعت تعدو خلفه وتصيح :
- صبرا يا مايكل .. صبرا ..
ووقفت في الشرفة تهتف :
- مايكل .. عد يا مايكل ..
ولكن صوتها ضاع في زئير النفير ، الذي دوى في تلك اللحظة ليحذر الصيادين من كثافة
الضباب ...





النهايه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*elaff *cool

*elaff *cool


¬جنسكِ . : انثى
¬مسًآههًمآتكَِ : 797
¬عمريَِ : 27

روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3   روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3 Emptyالأحد أغسطس 28, 2011 9:05 am

مشكورة

الله يعطيك العافية عالقصة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://girls940.banouta.net/
 
روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» روايات اجاثا كرستي( الحادث) الجزء 1
» رواية اجاثا كرستي (الحادث) الجزء2
» نكت بخلاء الجزء الأول
» كاسبر (( الجزء الاول ))
» كاسبر (( الجزء الثاني ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بنات وبس :: °•(منتدى الابتكار و التعرف)•° :: آلقصصِ الجميلهِ . .-
انتقل الى: