|
| زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
قمر بني آدم
¬جنسكِ . : ¬مسًآههًمآتكَِ : 374 ¬عمريَِ : 28
| موضوع: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! الجمعة سبتمبر 23, 2011 3:59 pm | |
| اللهم صل على محمد و آل محمد× زيـارة إلـى مستشـفــى الحـي الخـامــس ×
مقدمة :زيارة .. لمكانٍ عادي لكنه يكون غير متوقع .. زيارة .. تحمل الكثير من الصدامات .. الكثير من المفاجئات و العقد .. هل سيجدون الحل ؟ هل سيتمكنون من الخروج من المأزق ؟ مايا ؟ .. أين أنتِ ؟ دانيال .. أرجوك قل إنها كذبة ! لي .. إنتبه أكثر ! ديكنز .. ليس كل أستنتاج لك يعد صحيحاً ! تتابع الخطى نحو الأحداث .. و تتابع الأحداث على العقول كأنها قرعات مطرقة على مسمار .. من سيلاحظ ؟ من سيتوصل للحلول الممكنة ؟ من .. سيصمد حتى النهاية !؟
تابعوني !× زيـارة إلـى مستشـفــى الحـي الخـامــس ×
صوت الدرَاجة النارية يشق الأحياء الكبيرة .. و عينيها السوداوين كالليل تنظران تارةً يميناً و تارةً يساراً .. تأففت قبل أن تمسك بهاتفها القديم و تضغط الأزرار .. ليصلها صوته صارخاً : مايا ! , أوقفي دراجتكِ المزعجة ثم حدثيني ! ضحكت مايا قبل أن تخفف السرعة و تجيبه : هاقد خففت الإزعاج , أين أنتم يا دانيال ؟ دانيال ينظر لساعة يده : نحن في الحي الخامس منذ أثنتي عشرة دقيقة , لمَ لم تصلي بعد ؟ مايا تخرج طرف لسانها ثم تقول : لم أعرف الطريق ! دانيال بسأم : قلت لكِ أن تأتي مع المحقق " ديكنز " لكنكِ لم توافقي مايا : أجل ! , و كأنني سآتي مع ذلك المظلم !دانيال : إذاً , ليس ذنبي أنكِ أضعتِ الطريقمايا بصراخ : دانيــال يا بائــس ! , هيا أعطني العنوان قبل أن أقتلك بمسدسي ضحك دانيال على عفوية مايا التي يحبها بينما تلفظت بعدة تشمات قبل أن تغلق الخط بوجهه .. أدخلت الهاتف في جيب معطفها الطويل قبل أن تزيد السرعة و هي تصرخ : و كأنني بحاجةً لك لأعرف الطريق !
. . . . . .
تثائب المفتش " كالب " قبل أن ينظر للمفتش ديكنز و يسئله : ألا تستطيع زيادة السرعة قليلاً ؟المفتش ديكنز ببرود : لسنا في عجلة من أمرناتبادل المفتش كالب نظراته مع الشرطي " لي " الذي تنهد بملل و عاد للنظر من النافذة بإنتظار أن يصلوا للحي الخامس ..و بعد عدة دقائق .. أوقف المفتش ديكنز سيارته فنظر الإثنان حولهما .. لي : أنا لا أرى أي مستشفى هناكالب : ديكنز , لسنا في الحي الخامسالمفتش ديكنز يخرج المفتاح من السيارة : و هل تعتقدان أنني سأدخل بها للحي الفقير ؟ , كلا بالطبع ! المفتش كالب يخرج من السيارة : و مالخطأ في ذلك ؟ أكتفى المفتش ديكنز بنظرة باردة جداً ثم مشى دون رد .. رفع المفتش كالب كتفيه بينما قال لي : هيا يا سيدي المفتشالمفتش كالب : لسنا في ساعات العمل حتى تناديني هكذا لي يحك رأسه : أمممم , لكنني أعتدت ! المفتش كالب يمشى قدماً : هيا قبل أن نضيع أثر ديكنز لي ينظر للسلة الصغيرة التي يحملها : حسناًمشى الإثنان سريعاً لاحقين بالمفتش ديكنز الذي وصل أقصى الرصيف ... . . . . .مايا تنظر للزقاق الرث الضيق : أممممم , حسناً – تلتفت للعجوز الذي في البقالة – شكراً ياعمالعجوز : كوني حذرة يا أبنتيمايا بمرح : لا تقلق يا عم , أنا سأذهب لزيارة مريض في المستشفى فقطلم يجب العجوز بل أكتفى بإبتسامةٍ غامضة .. نظرت مايا له بتردد قبل أن تمتطي دراجتها و تنطلق للزقاق .. " يميناً , ثم يميناً , بعدها يساراً , فأمشي في خطٍ مستقيم حتى أصل للمبنى الأبيض الذي هو المستشفى " .. صرخت : آه رائع هاهو , لقد وصلت و لم احتج مساعدة دانيال البغيض ! نظرت بعينيها حول المستشفى فرأت سيارته " نيسان GT-R " فأوقفت دراجتها بالقرب منها .. نزلت عن الدراجة و أخذت ترتب شعرها الطويل المتطاير فجائها صوته من الخلف : آخيراً وصلتي ! , كنا ننتظركإلتفتت له بإبتسامة كبيرة و قد نسيت كل غيظها منه : أجل و لم أحتج لمسـ .... إنبترت جملتها الصغيرة حينما إلتقت عينيها السوداوين بعينين عسليتين صافيتين .. إلتفتت لدانيال مستفهمة ففهم من تقطيبة جبينها الأمر .. دانيال بإرتباك : أوه , نسيت أن أعرّفكِ , إيريز خطيبتيإتسعت عينا مايا و هي تنظر لدانيال بعدم فهم .. بالتأكيد سمعت .. بالتأكيد فهمت .. لكن أي شيءٍ عدا ذلك .. أي شيء ! .. إقتربت " إيريز " منها بتردد : مرحبا – إلتفتت لدانيال حين لم تجد جواباً فهمست له – دانيال عزيزي , من هذه ؟ , تبدو مخيفة و كأنها مجرمة ! لاحظ دانيال أن مايا عضت على شفتها بغضب فتدارك الوضع بسرعة : إنها المحققة مايا , زميلتي في العمل ! شهقت إيريز بنعومة و قالت : محققة ؟ , لكن لا يبدو على منظرها ذلك ! تنقلت نظرات دانيال بين الفتاتين و هو يشعر بتوتر الجو .. إيريز الفتاة المتفتحة كـ الورود بتنورتها القصيرة المزركشة و قميصها الزهري الذي ينتهي بسكارف ملون و فوقه جاكيت قصير .. شعرها البني الفاتح المربوط بطفولة على جانب واحد .. تنظر لأظافرها تارةً و له تارة و تعبث بحقيبتها الصغيرة تارة أخرى .. و في المقابل وقفت مايا بشعرها الطويل الفوضوي الفاحم .. و عينيها الحادتين بحاجبين شبه متصلين تنظران له بإتهام .. أنف و فم صغيرين يخفيهما الوشاح الرمادي الباهت لبرودة الجو .. ثم بلوزة قطنية خضراء و بنطال جينز داكن و جاكيت طويل أسود .. لا مجال للمقارنة بينهما بالطبع ! إلتفت دانيال حين سمع صوت المفتش ديكنز و كأنه الخلاص .. ديكنز : أنتم هنا ؟ دانيال يتنهد بقوة قبل أن يجيب : وصلنا قبل فترة , لكنني آثرت أن أنتظر الجميعنظر المفتش ديكنز بإستحقار لمايا الذي بادلته نظرةً حادة مالبث أن أشاحت بوجهها عنه .. الشرطي لي يحك رأسه : أأنتم متأكدين بأننا في العنوان الصحيح ؟ المفتش كالب ينظر حوله للمكان الرثّ .. قطط في كل مكان و شارع لا يكاد يتسع لسيارتين معاً .. بيوت شبه مهدومة و أخرى مسقوفة بقطع من الألمنيوم .. مبنى المستشفى متهالك و قد شحب لونه الأبيض فبدا أبيضاً مغبرّاً .. مستنقعات صغيرة هنا و هناك و رائحة المجاري تعبق في المكان .. المفتش كالب بعدم تصديق : ماهذا بحق الجحيم ؟! المفتش ديكنز بلا إكتراث : هيا , سنزور السيد " كيث " سريعاً و نرحل ! مشى المفتش ديكنز دون أن يعير البقية إهتمام بينما تبادل الخمسة النظرات .. رفعت مايا قبضتها : سأقتله في أحد الأيامضحك دانيال : دوماً ترددينها , مالذي يزعجك به ؟ مايا : الأحمق المختل المريض , دائماً ما يزعجني في عملي و يتصيد عليّ الأخطاء , و كأنني أعمل في مركزه الشخصي – رفعت رأسها لتنظر لدانيال - هل تصدق أنه ... صمتت حين رأت إيريز تنظر لها و على شفتيها بسمة بسيطة .. تشتتت نظراتها عنهما لكن عادت ليديهما المتشابكة و في كل منها هناك خاتم يلمع ليخطف بصر مايا .. أغمضت عينيها و همست لنفسها : لا داعي للحزن مايا , فأنتِ تعرفين ذلك منذ البداية ! دانيال بتعجب : مابكِ ؟ , بمَ تهمسين ؟ مايا ببسمة مستميتة : لا شيء – إلتفتت للشرطي لي الذي يحادث المفتش كالب في أمر الحي – هيا يا لي , و أنت يا سيديلي يلتفت لها : آه , حسنامشت تتقدمهم و تبعها الأثنان و يكملان الحوار عن الحي بينما تبعهما الثنائي بصمت باسم ..
. . . . . .موظفة الإستقبال : السيد كيث جونير , السيد كيث جونير , آه , إنه يرقد في السرير الخامس و العشرين , قسم التنويم الثاني , بالطابق الثانيالمفتش كالب : شكراً - إلتفت للجميع – هيا تبعه الجميع للمصعد الذي في آخر الردهة .. و ما أن وصلوه حتى قال دانيال : ماهذا ؟ لي بعدم تصديق : المصعد معطّل ؟ , تباًالمفتش كالب يشير للباب المؤدي للسلالم : هيا , كفوا عن التذمرإلتفت الخمسة حينما قال رجلٌ خلفهم : إلى متى سيظل هذا المصعد معطلاً !؟ تبادل لي إبتسامة مع دانيال و صعد الجميع السلالم .. التي تنتهي ببابين متقابلين على كل منهما رقم القسم .. مايا تيشر لليسار : هيا , يبدو أن المفتش ديكنز سبقنا بكثير دخل الجميع ليلتفتوا على الفور إلى يمينهم حيث إنطلقت صيحات الأطفال و بكائهم .. مايا نتظر للأطفال بشغفٍ جمّ : أطفــال ! دانيال بتعجب : ماذا يفعل الأطفال هنا ؟ , يُفترض أن يكون هناك قسم خاص بهم ! لي ينظر للأسرة الصغيرة المصطفة و بعضها تحوي أطفالاً : هذا المستشفى سيؤدي بي للجنون ! المفتش كالب : دعنا من المستشفى الآن و لنبحث عن السيد كيثتوجه الجميع للأسرة المصطفة بغير إنتظام يفصل بينها ستائر غير مكتملة .. و آخيراً عثروا على السيد كيث و بجانبه جلس المفتش ديكنز و هو صامت .. المفتش كالب : مرحبا سيد كيث , كيف حالك ؟ مايا : مرحبا يا عم , أتمنى أن تكون صحتك قد تحسنت – رفعت رأسها لأذن دانيال و همست – أشك في ذلك !السيد كيث العجوز بوجه متهلل : أهلا مايا صغيرتي ! , كيف انتِ ؟ , أهلاً بكم جميعاً دانيال يبتسم بتوتر و هو يرى نظرة الإستنكار من إيريز .. تلك المايا الحمقاء ستورطه بلا شك فكيف تتصرف هكذا بعفوية حتى بعد أن أخبرها بخطبته !؟لي ينظر حول السرير باحثاً عن منضدة أو شيءٍ يضع السلة عليه : أمممم , لقد أحضرت لك هذه يا عم – مدّ سلة الفواكة الصغيرة له بخجل – لا أدري أين أضعها ؟! أمسك السيد كيث بها و وضعها بجانب وسادته : لا بأستحدث الجميع لبرهة و هم واقفين .. لي يحك خده و يهمس لدانيال : و كأننا حمقى ! مايا التي سمعته : بل قل و كأننا طلاب مدرسة لم يحلوا واجبهم ! ضحك لي و دانيال منها بينما نظرت إيريز لدانيال بلوم .. صمت دانيال بتوتر و همس لها : يجب أن تعتادي على الوضع , فهي زميلتي في العمل ! إيريز بهمس : لا تبدو كـ زميلة , إنها أكثر من ذلكدانيال يحاول معها : بربكِ إيري , هل أترككِ و انظر لها ؟ , إنها كالرجال تماماً حتى إنها تجيد رياضة الجودو ! تنهدت إيريز بنعومة و قالت : لكنني أغارقرص دانيال أنف إيريز بنعومة : أعشقكِ عندما تغارين يا فتاة ! إتجهت مايا فجأةً للممر .. السيد كيث : إلى أين يا مايا ؟ مايا دون أن تلتفت : سأتمشى قليلاً و أعود لي ينظر للمفتش كالب : ما بها ؟ المفتش كالب : لا تهتم , هكذا هي مايا , تصرفاتها غير مفهومة ! أكمل الجميع حديثهم بينما نظر دانيال لمايا المبتعدة بقلق .. هو يعرف مايا كما يعرف خطوط كفه .. بالتأكيد شيءٌ ما أزعجها .. لكن لا يدري ماهو ؟! إيريز : دانيال – إلتفت لها – أحتاج الحمّام دانيال : تعالي معي – نظر للجميع – عذراً سنعود لاحقاًالجميع : حسناً ..خرج دانيال مع مخطوبته و سئلا الممرضة عن الحمّام .. أيريز بإشمئزاز : ماهذا المكان المقرف !؟ , أيعقل أن أستخدم دورات مياه العمال لأن جميع حمامات الزوار تحت الصيانة !؟ دانيال بإرتباك : لا بأس عزيزتي , تحملي قليلاً إيريز و قد ظهر على وجهها تعبير قاسٍ : ستعوضني عن هذه الزيارة المشؤومة يا دان ! صُدِم دانيال من جملتها بينما دخلت الحمام .. تنهد و هو يرى رجلاً مألوفاً يدخل الحمام الثالث في الممر الصغير .. تململ في وقوفه و نادى : إيريز , ألم تنتهي بعد ؟إيريز من داخل الحمام : كلا , ساحتاج بعض الوقت ! دانيال : حسناً , سأتمشى قليلاً .. خرج دانيال من الممر الضيق بينما دخلت عاملة التنظيف إليه .. رفع ناظريه و رأى مايا تلاعب طفلاً في سريره في أول الممر الرئيسي .. إبتسم و هو يحادث نفسه " تبدو لطيفةً هكذا , في عينيها نظرة مرحة و شقية , لكنها رجوليةٌ جداً ! " .. تردد قليلاً قبل أن يتجه لها مقرراً سؤالها عما أزعجها ..مايا تلاعب الطفل بينما تنظر للمرضة و تهمس : الحمقاء , تهمل عملها لتلعب في أزرار الآيفون الغبي ! , جميع من يمكلون هذه الأجهزة المتطورة أغبياء لا يملكون أي هدف سوى المحادثات الغبية ! – عادت للنظر للطفل و ضحكت – أحبك يا فتى !جاءها صوته خلفها : و هو يحبكِ أيضاً ! إلتفتت بسرعة لدانيال فتصنعت الغباء : من ؟ دانيال يشير للطفل : ذلك الذي يرقد في السرير ضمت ذراعيها لصدرها : لكنني أكره الأطفالدانيال يرفع حاجبيه : و كأنكِ لم تكوني للتو تلاعبيهم !؟ مايا بحنق : تتلصص عليّ !؟ضحك دانيال من تعابير وجهها بينما رفعت الوشاح لتغطي فمها و أنفها كما هي عادتها : إخرس يا غبي ! إزداد ضحك دانيال فضربته بقبضتها الصغيرة عدة ضربات .. تمالك ضحكته بصعوبة : يكفي يكفي – تنهد بقوة – هاقد صمتت , أرضيتي ؟! إبتسمت مايا بعفوية قائلة : بالتأكيدنظر دانيال لوجنتها فأختفت إبتسامتها : ماذا ؟ دانيال يشير لوجنتها : لم أكن أعلم أنكِ تملكين " غمازات " ! وضعت مايا يدها على وجنتها و كشرت انيابها : أغرب يا غبي ! ضحك دانيال فعادت لضربه .. دانيال : يكفي يا فتاة ! , ستؤلمين قبضتك , هيا نعود للسيد كيثأشارت مايا بذراعها : أنت أولاًإبتسم بمرح : حسناً سيدتي ! مشى دانيال بينما إلتفتت مايا للأطفال و همست : أحبكم يا صغار ! إستدارت للأمام لكن وقع نظرها على الشخص الذي ينام بالقرب من أسرّة الأطفال .. شخصٌ بدين يراقب الممرضة .. " ماذا ؟! , هل هو معجبٌ بها ؟! , ههه يُحتمل ذلك , و ما شاني أنا ؟ " .. رفعت كتفيها و مشت .. و ماهي إلا خطوتين حتى سمعت صرخة حادة تنطلق من آخر الممر حيث دورات المياه !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس : لمَ إنزعجت مايا ؟
س : من الذي صرخ ؟
س : مالذي يحدث في دورات المياه ؟
تابعوني
منقول الكاتبة : رب سامحني المصدر : لن أذكر المصدر لان ممنوع الاشهار | |
| | | قطعة الماس
¬جنسكِ . : ¬مسًآههًمآتكَِ : 30
| موضوع: رد: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! السبت سبتمبر 24, 2011 4:26 am | |
| :hug: :qstyg: :http://www.als :http://images. | |
| | | هدوء المطر
¬جنسكِ . : ¬مسًآههًمآتكَِ : 1264
| موضوع: رد: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! السبت سبتمبر 24, 2011 6:08 am | |
| | |
| | | قمر بني آدم
¬جنسكِ . : ¬مسًآههًمآتكَِ : 374 ¬عمريَِ : 28
| موضوع: رد: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! السبت سبتمبر 24, 2011 7:36 am | |
| تسلموووووووووووووعلى المرور العطر التكملة جرت مايا مسرعةً إلى حيث إنطلقت الصرخة .. فسمعت صرخة أخرى لكنها أقل حدة .. و تبعها تجمع عند بداية الممر المؤدي للحمامات .. مايا تدفع الجموع : إبتعدوا , دعوني أرى ما حدث , قلت إبتعدوا .. خرجت بصعوبة من بين الحشد المتجمهر .. لترى إيريز و هي تبكي على كتف دانيال الذي يهدأها .. نظرت حولها فرأت عاملة النظافة متكوّرة على نفسها بخوف في الزاوية بينما سقط رجلٌ مألوف أرضاً بين الحمام و الممر .. مايا بإقتضاب : ماذا يحدث يا دانيال ؟ دانيال : لست أدري , سمعت صرخة إيريز فهرعت مسرعاً لأراها تبكي و أرى المنظر هكذا ! إتجهت مايا سريعاً للرجل .. وضعت يدها على عنقه فهمست " لازال حياً " .. عاينته بسرعة فرأت كدمة واضحة على جبينه .. نظرت للعاملة الخائفة : مالذي يحدث هنا ؟ العاملة بخوف : لص , لص سرق حقيبتها و هاجم الرجل ! قطبت مايا جبينها بينما نظر دانيال للعاملة بإهتمام .. مايا : ماذا ؟ , كيف ؟ العاملة بخوف تغمض عينيها : لا شأن لي ! مايا بحدة : إهدأي ! – إرتعشت العاملة فعضت مايا على شفتها و أخفتت صوتها– إهدأي ولا تخافي و أخبريني عما حدث – أخرجت شارتها – أنا محققة ! العاملة و قد هدأت قليلاً : لقد كنت أنظف الممر , حين دخل رجلٌ يرتدي زيّ العاملين في المستشفى بدأ يغسل يديه , خرجت الآنسة من دورة المياة فإتجهت للمرءآة لتزين شعرها , و حينما وضعت حقيبتها على طرف المغسلة إنتهبها الرجل سريعاً فصرخت به , فأخرج سكيناً و حاول مهاجمتها بها ! دانيال بصدمة : سكين !؟ - إزداد بكاء إيريز في هذه اللحظة فضمها – إهدأي عزيزتي , انتِ بخير الآن ! مايا تنظر لهما بغيظ و هي تهمس : أكملي العاملة : خافت الآنسة و خفت أنا فتراجعنا للخلف , و خرج الرجل – أشارت للرجل الواقع أرضاً – فرءاه , حاول أخذ السكين منه و لكنه لم يفلح , أسمك به المجرم و رطم رأسه بالحائط عدة مرات تفحصت مايا المكان فرأت السكين واقعةً تحت المغسلة .. إلتفتت لدانيال : لابد أنك رأيته حين أتيت لهنا ! دانيال : الجميع تهافت لهنا أثر الصرختين , فكيف لي أن أميـّزه ؟! مايا بحنق : تباً , لكنني لا أعتقد إنه إبتعد دانيال : لمَ ؟ مايا : لازالت سكينه هنا , سيحاول أخذها أو على الأقل مسح بصماته منها , إلا إن كان أحمقاً - إلتقطت السكين بمنديل فتعجبت – ماهذه الدماء ؟ دانيال يرفع رأس إيريز : إنها دماء إيزير – أشار لوجنتها – لقد جرحها ! إيريز ببكاء : سأتشوّه , لن يختفي أثر الجرح , ذلك المجرم لمَ يحقد عليّ ؟ مايا بسخرية : هوني عليكِ , إنه مجرد خدش سطحي كما و إنها مجرد حادثة سرقة ! دانيال بصرامة : مايـا مايا بسأم : حسناً يا روميو , سأخرس و أستدعي المفتش كالب و لي , فهما المسؤولان عن حوادث السطو و السرقة لا نحن ! نظر لها دانيال بعتب فنظرت له بسخرية حانقة و إبتعدت و هي تفكر أين رأت ذلك الرجل المصاب ؟! .. بينما عاد دانيال لإحتضان إيريز التي لم تتوقف عن البكاء !
. . . . . .
المفتش كالب : ماذا ؟ لي : جريمة سرقة هنا ؟ مايا بسأم تشير للخلف : إذهبا لتريا بنفسيكما – تثائبت بملل – يبدو أن العمل يطاردنا حتى في يوم الإجازة ! إتجه الإثنان من فورهما إلى الموقع بينما نظر المفتش ديكنز إلى مايا و همس : أليس لكِ دخل بالموضوع ؟ مايا بحنق جم : إذا كنت أنت من أدخلتني فيه فلي دخل ! السيد كيث بغرابة : ما بكما ؟ المفتش ديكنز ينهض : لا شيء , سأذهب للإستطلاع السيد كيث : لكنك مسؤول عن قضايا القتل ! المفتش ديكنز : و لهذا قلت " للإستطلاع " مايا و هي تركل الأرض : أغرب ولا تعد ! السيد كيث بسماحة : مابكِ يا مايا ؟ , يبدو أنكِ متضايقة من جو المستشفى الكئيب مايا تلتفت له : كلا يا عم ! , لكن المفتش ديكنز يغيظني السيد كيث بتعجب : لمَ ؟ , أنتِ نشطة جداً في عملكِ و لم يسبق أن تمر عليكِ قضية إلا و حللتها كاملة تنهدت مايا قبل أن تقول : دعه و شأنه – أدارت دفة الموضوع – متى ستخرج يا عم ؟ إشتقنا لتواجدك الصباحي بيننا لتعد لنا القهوة و الشطائر ؟ السيد كيث بعتب : تشتاقي لقهوتي و شطائري فقط ؟ مايا بتعثلم : كلا , لم أقصد أمممم , آه لا أدري , لكن هذا ما أستطيع قوله ! ضحك السيد كيث قبل أن يقول : أنتِ سيئة في التعبير عن مشاعركِ يا مايا إبتسمت مايا له و همست : أنت محق , و لهذا خسرت أغلى شخصٍ لدي ! السيد كيث : أهو دانيال ؟ إرتبكت مايا و قالت : ماذا ؟ السيد كيث يضحك بينما تحولت وجنتي مايا الثلجيتين للون وردي .. مايا و هي تعيد الوشاح لفمها و أنفها : كلا , ليس هو ! السيد كيث : صغيرتي , مشاعركِ واضحة في نظرة عينيكِ الواسعة و في صفاء وجهكِ , لكنكِ فقط تحتاجين للتعبير عما بداخلكِ بشكل أدق , و إلا فالحمقى مثل دانيال لن يفهموا ما يدور بداخلكِ مايا بغيظ : دان ليس أحمقاً ! ضحك العم بينما شعرت مايا أنها تذوب في خجلها فهمست : أستميحك عذراً و خرجت مسرعة لا تدري لأين !؟
. . . . . .
وقف المفتش ديكنز و هو ينظر لـ لي الذي يعاين المريض و الموقع و يأخذ السكين لرفع البصمات .. نقل نظره للمفتش كالب الذي ياخذ أقوال الشهود .. بينما تلك الفتاة المتعلقة بذراع دانيال لم تكف عن البكاء فلم يستطع المفتش كالب أخذ أي قول أو شهادة منها .. تنهد المفتش ديكنز و سار ليساعدهم في التحقيقات ..
. . . . . .
" أيعقل أن دانيال لم يشعر بي للآن ؟ , لكن لمَ ؟ , فعلت المستحيل كي أبق بقربه دوماً و فكانت النتيجة بغيضة تدعى بإسم زهرةٍ ما , أكره الأزهـار ! " ترقرق الدمع في عيني مايا .. مالبثت أن مسحته بعنف بطرف قميصها الأخضر .. و عادت للنظر للأطفال .. إلتفتت لبرهة حولها " ماذا ؟ , يبدو أن هنالك شيئاً متغيراً !؟ " - قطبت جبينها حينما لاحظت أن الممرضة غير موجودة -" أوه تباً , تلك الحمقاء غير موجودة و هذا الطفل غارقٌ في البراز ! " .. إبتعدت عنه حينما أزعجتها الرائحة الكريهة .. و إتجهت لطفلٍ آخر .. و حينها لاحظت الفرق : أجل , كانوا ثلاثة أطفالٍ فقط , هاهو الرابع – إنحنت له لتلاعبه – هي يا صغير ! تحجرت ملامح مايا لثوانٍ .. قبل أن تصرخ بالممرضات و العاملات أن يهرعوا للطفل الذي لم يكن يتحرك .. إحدى الممرضات : إنه يختنق , لا أدري لم ؟! مايا تقضم ظفرها : أسعفيه بسرعة أو أستدعي طبيباً ! هرعت مسرعةً بينما كانت الأخرى تقف بتوتر .. مايا تنظر لها بإشمئزاز : لمَ تركتي عملكِ ؟ الممرضة بخوف : ذهبت لأجلب شيئاً ! مايا بنصف نظرة : و هذا الشيء أهم من رعاية الأطفال ؟! جاء الطبيب مسرعاً و فحص الطفل .. صرخ بالممرضة التي معه : أحضري إبرة مضادة للتسمم مايا : ما الذي يحدث ؟ الطبيب : يبدو أنه حَقِنَ بسمٍ ما – رفع إبرةً كانت في الفراش – هل رأيتنّ احداً يقترب منه ؟ مايا : لم يكن موجوداً قبل بضعة دقائق بالأصل ! الطبيب بصدمة : ماذا ؟ - إستدار للسرير – لا أوراق على سريره إلتفتت مايا للممرضة : متى جاء هذا الطفل للحضانة ؟ الممرضة بتوتر : لست أدري ! مايا بحنق : ما الذي تعرفينه بالضبط غير ما يحويه جهازكِ اللعين ! , صدقيني ستحاسبين على هذا ! الطبيب يحاول تهدأة الوضع : يكفي الآن , هذا لن يجدي نفعاً , يجب أن نسعف الطفل وبعدها نستدعي الشرطة أخرجت مايا شارتها : أنا من الشرطة – بهت وجه الطبيب فأردفت – يجب أن أسئل أولاً , لمَ الأطفال موضوعين في قسمٍ عام ؟ , ألا يفترض أن تكون الحضانة منعزلة ؟ الطبيب : أنتِ ترين حالة المستشفى , الدور الثالث متهالك السقف , و منذ بدأ الشتاء بدأت الأمطار بالتسرب إليه فأتلفت الأجهزة و الأسرة هناك , فتم نقل جميع ما به إلى الدور الثاني و ... قاطعته مايا بضجر : لكن هذه فوضى , ألا تهتمون بصحة مرضاكم !؟ الطبيب بحنق : إنه حيُّ فقير , من سيهتم ؟ مايا بتهديد : سيهتم المسؤلون عن الصحة في البلد الطبيب بإبتسامة مائلة : سنرى – إلتفت للممرضة التي مدت له الإبرة فحقن بها الطفل – الآن يجب أن نعرف كيف أتى هذا الطفل إلى هنا ؟ نظرت مايا حولها و أول ما وقعت عينيها عليه السرير المجاور لأسرّة الأطفال .. كان يحوي بقعاً داكنة من الدم ! .. إتجهت له مباشرةً و سئلت : ماهذا ؟ الطبيب و قد تحولت ملامحه للإشمئزاز : و ما أدراني ؟! جاءها صوتٌ من خلفها : إبتعدي يا إبنتي , قبل أن تنتقل لكِ العدوى إلتفتت فرأت عجوز هزيل شاحب .. إبتعدت فإقترب ببطء للسرير المتسخ و حاول الجلوس عليه وهو يتأوه بخفة .. مايا : هل أنت صاحب السرير ؟ , إنه متسخ ! العجوز : أجل – أضاف بخجل – إنه متسخ بسببي , لا تقلقي سينظفه العاملون بعد قليل رفعت مايا حاجبيها عالياً : لكنك لم تكن هنا منذ قليل سعل العجوز قليلاً : كنت في دورة المياه , لفترة طويلة بسبب مرضي أسرعت مايا فوراً للخروج : وجدته , لابد أن يكون هو المجرم تبادل العجوز و الطبيب النظرات المتعجبة .. بينما نظرت الممرضة لمايا التي خرجت من القسم جرياً ..
. . . . . .
دانيال بضجر : إيريز عزيزتي , يكفي هذا إيريز بغضب باكٍ : لكنني أريد الرحيل دانيال : لا أستطيع الرحيل , يوجد قضية علينا حلها إيريز : لكنك مسؤول عن قضايا القتل دانيال يمسك بكفها : إيريز يا جميلة , المفتش كالب لم يأخذ جميع أقوالكِ بعد إيريز : سيأخذ أقوالي بالغد , في قسم الشرطة دانيال : و لكن .... إيريز تشيح بوجهها عنه و لم يجد توسله لها شيئاً : إن لم توصلني , سأذهب بمفردي صمت دانيال بعدما يأس منها بينما سحبت يدها منه و مشت بسرعة .. لحق بها على عجل و هو يناديها فلا ترد .. حتى وصلت لخارج المستشفى .. تراجعت خطوة للخلف و همست : لقد حل الليل نظر دانيال حوله .. هبط الظلام و تجمعت الغيوم فغاب القمر .. بدا الحي الخامس موحشاً جداً و بارد .. أصوات غريبة لوقع الخطى في الظلام .. و أصوات القطط الجائعة هناو هناك .. دانيال : إيريز رجاءاً تعالي للداخل , فقط لحين تنتهي إجراءات السرقة , بعدها سأوصلكِ إيريز التي تشعر بالبرد : حسناً , لأجلك فقط و مشت بجانب دانيال بدلال بينما رفع حاجبيه " لأجلي ! , و أنا الذي أتوسلكِ منذ ساعة ! , هــه " .. مشى بقربها صامتاً و إتجها للإستقبال .. دانيال : من فضلكِ , أين أجد إستراحة الزوّار ؟ الموظفة تشير له : في آخر الرواق , على اليمين دانيال : حسناً شكراً – إلتفت لإيريز – هيــا مضوا بجانب بعض حتى وصلوا لباب الغرفة المتهالكة .. إيريز بقرف : هل تظن أنني سأظل هنا ؟ دانيال يحاول شراء القهوة من الآلة المخصصة لها : و ماذا في ذلك ؟ إيريز : المكان مقرف جداً , هل أتيت بي لهنا لتهينني يا دانيال ؟ دانيال يمسك بكوبي القهوة و يتنهد : إيريز , لم أكن أعلم ان هذا سيحدث , كما و أنها أول زيارة لي لهذا الحي , لم أتوقع أن الأمر سيكون بهذا السوء إيريز تمسك كوب القهوة بطرف أصابعها و تكشر أنيابها : قهوة رديئة دانيال يشرب رشفة قبل أن يقول : إشربي و إلا تجمدتِ برداً شربت إيريز القهوة فظهر الإمتعاض على ملامحها .. تحسست اللصاقة الطبية التي تغطي وجنتها اليسرى و هي تنظر لدانيال الذي جلس بكل بساطة على أحد الأريكات المتهالكة .. تنهدت قبل أن تهمس : ما كل هذا ؟ دانيال : ماذا ؟ إيريز بإتهام : لقد ظننتك تحبني فعلاً , وافقت على الخطبة لأنك ألححت عليّ بالزواج حتى مللت , لكنني لا أرى حباً , كل ما أراه تصرفات أطفال ! دانيال يقطب جبينه : ماذا تقصدين ؟ إيريز تشير له : أنت , إبن المليونير " آدم " , وسيم أجل , لكنك كـ طفل , تمزح كثيراً و تضحك كثيراً و دائماً ما تحب صنع المقالب و كأنك لستَ رجلاً ! , كما و أنك كثير التحدث مع زملائك بالعمل لغير فائدة ! دانيال بصدمة : إيريز , هذه شخصيتي , أنا رجل مرح لا يحب الكئآبة , كما و أنني لست بذلك السوء الذي قلته , لم أفعل المقالب إلا بمن هم قريبين مني فلا يتذمرون منها , أولئك أصدقائي و ليسوا زملائي ! إيريز : لقد سئمتك , و سئمت كل شيء , سأرحل الآن دانيال يقف بسرعة : كلا إيريز – لانت ملامحه – لا ترحلي أرجوكِ نظرت له إيريز نظرة إستصغار قبل أن تهمس : مُت في الجحيم ! و مشت بسرعة بينما ظلت أصوات قرع كعبها العالي في أذني دانيال الواقف بيأس و قد تحطم قلبه .. جلس دانيال بأسف و شد رأسه للخلف .. كان بوده أن يصرخ .. يبكي .. أي شيءٍ ليفرّغ غضبه .. يحبها .. بل يعشقها .. لكنها لا تحبه بل بتشعر بإتجاهه شعور طبيعي .. كلا .. أقل من ذلك .. شعور إستحقار لشخصيته ! وضع دانيال يديه على عينيه .. ليمنع دموعاً كادت تنزل .. و لم ينتبه للذي وقف خلف الباب المؤدي للسلالم مقابل للإستراحة .. و قد سمع كل شيء ..
[Cut]
س : أين رأى كل من دانيال و مايا الرجل المصاب ؟
س : من هو الذي وضع الطفل في الحضانة و سمّمـه ؟
س : هل رحلت إيريز للأبـد ؟
تابعونـي
| |
| | | قمر بني آدم
¬جنسكِ . : ¬مسًآههًمآتكَِ : 374 ¬عمريَِ : 28
| موضوع: رد: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! الأحد سبتمبر 25, 2011 5:18 am | |
| التكملة المفتش ديكنز : محاولة قتل ؟! الطبيب : أجل , لقد وضعوا طفلاً مجهولاً هنا , و حاولوا قتله بإبرةً تحتوي سمّـاً المفتش ديكنز يمسك بالإبرة و يعطيها لشرطيٍ حضر لأجل السرقة : أرسلها للتحليل بسرعة , و إرفع البصمات إن وجِدت الشرطي : حسناً سيدي أخذ الشرطي الإبرة بينما أدار المفتش ديكنز عينيه حوله : أين ذهب الإثنان الغبيان , لا يظهران في الأوقات التي أريدهما فيها – رفع هافته ليجري إتصالاً – دانيال , تعال بسرعة للحضانة و أحضر معك تلك الشرسة !
. . . . . .
إنحنت مايا و هي تلهث .. تنهدت و همست : لا فائدة , يبدو أنه قد هرب – إعتدلت و رفعت قبضتها – كم هو سريعٌ هذا اللئيم ! رن هاتفها فأمسكت به .. لمعت عينيها من الأسم و اجابت بسرعة : أهلاً دان دانيال بجمود : مايا أين أنتِ ؟ , المفتش ديكنز يريدنا في الحضانة , حدثت جريمة هناك ! مايا و هي تلتقط أنفاسها : أعلم ! دانيال : و ما أدراكِ أنتِ ؟ مايا : أنا من أكتشفت إختناق الطفل حين كنت ألاعب الأطفال , و ها أنا أبحث عن المشتبه به دانيال : من ؟ , و كيف إشتبهتي به ؟ مايا : سأعود للمستشفى الآن , فأنا لم أره في الزقاقات المحيطة , يبدو أنه تمكن من الفرار دانيال : حسناً بسرعة , إننا ننتظر أغلق دانيال الخط بينما نظرت مايا للهاتف بحزن " دانيال لمَ أنت هكذا دائماً ؟ " .. نفضت أفكارها و إلتفتت لتأخذ نظرة آخيرة على الزقاق قبل أن تعود للمستشفى . .
. . . . . .
دانيال ينظر للورقة : إنه الأمفيتامين , حُقن مباشرةً عبر وريد قريب من الرئة – أشار لصدر الطفل النائم – هنا ! المفتش ديكنز : و هل وجد الفريق أية بصمات ؟ دانيال : كلا , يبدو أنه تمّ مسحها جيداً بعد إستخدامها , أو أن المجرم كان يرتدي قفازات قطنية المفتش ديكنز بهمس : إنني أشك في تلك الممرضة ! إلتفت دانيال للممرضة فرءاها تهز قدمها بتوتر و تحرّك يديها .. بينما نظرات عينيها غير مستقرة .. دانيال : و لماذا ؟ المفتش ديكنز : لقد قال الطبيب بأنها نفت تواجدها بقرب الحضانة وقت الجريمة , كما كررت قولها هذا حين أخذنا الشهادات – أومئ دانيال برأسه طلباً للمزيد – لكن ألا تعتقد أن ترك ممرضة مسؤولة عن قسم الأطفال الحساس مكانها مثير للريبة ؟ دانيال بشك : أجل , يبدو أنها المجرمة , أو أن لها شريكاً و قد غطت بغيابها حضوره ! المفتش ديكنز : على كل حال , أين تلك المايا ؟ دانيال : لقد قالت أنها تشتبه بأحدهم و خرجت للبحث عنه رفع المفتش ديكنز حاجبيه : و هل تستطيع الشك بمجرد مكالمة هاتفية !؟ , بلهـاء ! دانيال بقليل من الإنزعاج : كلا , لقد كانت حاضرة هنا و هي أول من أكتشف الجريمة ! , ألم يقل لك الشهود ذلك ؟ المفتش ديكنز يلتفت للطبيب : على ذكر ذلك , هل كانت الفتاة الغريبة ترتدي بنطال جينز و كنزة صوفية خضراء ؟ الطبيب : أجل ! , و قد أخرجت شارة الشرطة لنا , لكنني شككت بكلامها لأنها بدت عصبيةً قليلاً ! دانيال : إنها مايا بلا شك , و الآن هي تبحث عن مشتبه به المفتش ديكنز بصرامة : لكن المشتبه به موجود هنا , بين هؤولاء الحضور تململ دانيال في وقفته : قالت إنها ستأتي حين حادثتها , قد تصل في أية لحظة المفتش ديكنز بتحذير : لن أدع إهمالها يمر بسهولة ! صمت دانيال ليتقي شر المفتش بينما توجه المفتش ديكنز لإكمال التحقيقات .. تنهد دانيال و أخرج هاتفه ليتصل بمايا .. أنزل الهاتف حينما لم يلقَ رداً منها و همس : لا أدري لـمَ تتحمل مايا كل هذا الإزعاج من المفتش ديكنز !؟
. . . . . .
لي يحك رأسه بحرج : أعتذر يا سيد كيث , لقد أتينا لزيارتك لكن تحولت الزيارة لقضية سرقة ! السيد كيث يبتسم : لا بأس يا بني ! , فالحي الخامس مشهور بجرائمه المتواصلة , هذا الشيء شبه متوقع يا لي لي يلتفت حينما دخل المفتش كالب : لي , هل أرسلت ملف السرقة ؟ لي : أجل , و أرسلت مواصفات الجاني معه , كما تم رفع البصمات عن السكين المفتش كالب يتنهد : لا أدري كيف تحول يوم الإجازة لقضايا متتالية ؟ لي بتعجب : قضايا متتالية ؟ المفتش كالب : هناك محاولة قتل في الجوار , و قد تولى المفتش ديكنز الأمر لي ينهض من الكرسي : هيا إذاً لنساعدهم المفتش كالب يعيد لي للكرسي : دعك هنا , فالمفتش ديكنز له أسلوبه الخاص للتحقيق لي : و لكنه ساعدنا منذ قليل , و كذلك دانيال المفتش كالب يتجه نحو النافذة : المفتش ديكنز لا يحب تدخل الآخرين في عمله , حتى دانيال و مايا اللذان يعملان تحت سلطته فإن كل إستنتاج او إشتباه منهما مرهون بموافقته لي بتعجب : و لكن هذا لن يجدي نفعاً , ثم إن تصرفه مريض ! المفتش كالب ينظر للسماء حيث الغيوم تنذر بنزول المطر : خلف هذه التصرفات ماضٍ قاس يا لي ! صمت لي و هو ينظر للسيد كيث مستفهماً بينما تبسم السيد كيث بغموض ..
. . . . . .
مايا تفتح باب القسم الثاني و هي تلهث : هاقد أتيت ! إلتفت لها دانيال مسرعاً : أين كنتِ ؟ , المفتش ديكنز منزعج بشدة بسببكِ مايا بإشمئزاز : و منذ متى كان المفتش دكينز لا ينزعج مني !؟ دانيال يرفع حاجبيه : حسناً دعينا الآن من هذا تقدم الإثنان لحيث وقف المفتش ديكنز بقرب مخزنِ صغير .. سرعان ما إلتفت المفتش و صرخ : أين كنتِ ؟ مايا بإقتضاب : كنت أبحث عن المشتبه به المفتش ديكنز بسخرية : و من يكون المشتبه به هذا ؟ , إن المجرم هنا مايا بهدوء : لا أعتقد هذا , فقد كان هنالك شخص بالجوار ثم هرب رفع الفتش ديكنز حاجبيه : أتعارضينني يا فتاة !؟ مايا تشيح بوجهها : كلا المفتش ديكنز بحزم : إذن دعينا من حماقتكِ المعهودة و لتجري التحقيقات الآخيرة للممرضة المسؤولة عن الحضانة , فهي المجرمة بلا شك مايا : و لكن ... قاطعها المفتش ديكنز : يبدو أنكِ تعارضين رأيي مجدداً ! مايا بهجومية : ليس كل إستنتاج لك يُعد صحيحاً أيها المفتش ! المفتش ديكنز يقترب من مايا كثيراً حتى بدت كـ طفلة أمام ضخامته .. همس لها بصوتِ كالفحيح : هل تريدين أن أكشف أوراق الماضي يا مايا ؟ مايا وقد طوت ذراعها قرب صدرها بخوف : كلا ! , الماضي ليس له علاقة بعملنا الآن المفتش ديكنز بإبتسامة مائلة : بل له ! , كل شيءٍ و كل أمر سيء يقع له دخلٍ بالماضي مادمتِ في الجوار يا مايا ! مايا بصوت أقرب للبكاء : دعني و شأني ! , لست مذنبة كما تعتقد ! أمال المفتش ديكنز رأسه و همس : سنـرى إلى متى ستظلين " غير مذنبة " !؟ إرتعشت مايا بضعف بينما إبتعد المفتش ديكنز عنها .. إلتفتت مايا بحنق شديد لدانيال و صرخت به : لمَ لم تقل شيئاً ؟ دانيال بعد صمتٍ قصير : و كيف لي أن أقول شيئاً و أنا لا أدري ما هو إستنتاجكِ ؟ , لا يمكنني دعم موقفكِ إن كنتِ على خطأ ! مايا تمسح وجهها لتخفي آثار الضعف منه : و لكن كان يجب أن تدافع عن موقفي , قلت لك مسبقاً أن المجرم قد فر ! دانيال : قبل أن تخبريني بأمر المجرم الفار , ما قصة المفتش ديكنز معكِ ؟ مايا بمحاولة للتجاهل : و ما قصته ؟ دانيال : لا تحاولي التملص , إنه يعاملكِ معاملة ردئية دوماً , لكن هذه هي المرة الأولى التي أراه يهددكِ فيها ! مايا : لا شيء مهم ! دانيال ينظر لها : أنظري لي مايا – نظرت له بتوتر – أتخبئين عني أمراً ؟! مايا تنزل نظرتها للأرضية : ليس أمراً جيداً لأخبرك به دانيال : لكننا أصدقاء يا مايا قطبت مايا جبينها " أصدقاء ها !؟ , ربما هذا شعورك وحدك يا دان " .. تنهدت قبل أن تشيح بوجهها عن دانيال و تقول : هيا للتحقيق ! دانيال يرفع كتفيه و يلحق بها .. دانيال : أخبريني عن إستنتاجكِ مايا و هي تسير للحضانة : أرأيت ذلك العجوز – أشارت للعجوز المستلقي بأقرب سرير للحضانة – هذا السرير كان يجلس فيه شخصٌ بدين , كان يراقب الممرضة بحرص عندما أتينا دانيال : و ماذا في ذلك ؟ مايا تلتفت لدانيال : لقد سئلت العجوز فأخبرني أنه سريره , كما أنه ملوثٌ بالدم و لن يكون من المعقول أن يجلس عليه زائر له داينال : و ما مرضه ؟ عقدت مايا حاجبيها : و ما أدراني ! دانيال يبتسم : كان يجب أن تسئليه عنه ! مايا : هذا التفصيل ليس مهماً , لمَ تهتم بالتفاصيل دوماً ؟ دانيال : لأن التفصيل قد يقود لشيءٍ حتمي كـ دليل قاطع ! مايا : دعنا من هذا و لنعد لإستنتاجي , أنا أعتقد أن المجرم كان يستلقي على السرير في غياب العجوز لينتهز الفرصة لوضع الطفل و تسميمه , و ذلك لكون الممرضة منشغلة بجهازها أغلب الوقت ! دانيال يقطب جبينه : و ماأدراكِ بذلك ؟ مايا : الممرضة بلهاء ! , حين كنت بالقرب لم ترفع ناظريها عن جهاز " الآيفون " ولو لثانية , لذلك من السهل سرقة طفل أو وضع طفل جديد في الحضانة كما حدث دانيال : يبدو أن إستنتاجكِ أقرب للواقع من إستنتاج المفتش ديكنز , لأن الممرضة نفت كونها مجرمة و قالت أنها ذهبت لتجلب بطاريةً أخرى للجهاز ! مايا بغضب : جهازٌ لعين ! ضحك دانيال بخفة منها فإلتفتت له سريعاً و لمعت عينيها بفرح .. تنبه دانيال إلى أنها تنظر له نظرات غريبة فهمس : ماذا هناك ؟ مايا وهي تميل رأسها : لاشيء , فقط أحب النظر لإبتسامتك تلك ! ضحك دانيال مجدداً و قال : أنتِ غريبة أطوار ! مايا ترفع كتفيها : ربما دانيال يقترب من سرير العجوز : و الآن دعينا من هذا و لنعد للعمل – إلتفت للعجوز – مرحبا سيدي , أنا الشرطي دانيال , أرجوك أجب على بعض الأسئلة العجوز : بني , لقد أجبت المفتش ديكنز سابقاً على كل أسئلته فلمَ تعيدونها ؟ دانيال : كلا , جئت أسئل عن نوع مرضك و تاريخه ! العجوز بتعجب : و لمَ ؟ دانيال بإبتسامة بسيطة : قد يفيدنا ذلك في التحقيقات بشكلٍ أو بآخر العجوز يسعل : حسنا ً , أنا أعاني من إلتهاب المعدة و الأمعاء الدقيقة , لم أبدأ بالعلاج إلا حينما تقدم المرض و تابعته أعراض خطيرة مايا : و ماذا عن الدم الذي قلتَ بأنه سينقل العدوى ؟ العجوز بخجل : إنها أحد أعراض المرض تبادل دانيال النظرات مع مايا قبل أن يسئل : ماذا تقصد ؟ العجوز يبعد ناظريه بعيداً : أقصد بذلك " البراز الدموي " , و الذي صاحب حالتي المتطورة عضت مايا على شفتها بينما أمسك دانيال بيد العجوز : لا بأس يا عم , ستشفى قريباً إبتسم العجوز لإبتسامة دانيال و همس : شكراً إبتعد الإثنان عن العجوز .. و توقفا أمام نافذة بأحد الممرات .. إلتفت مايا لدانيال ببسمة صغيرة : أنت تجبر الجميع على الإبتسام دانيال : كيف ؟ مايا : إبتسامتك كالسحر , يمكنها أن تعجل الباكي يبتسم دانيال يضحك بخفة : أأعتبره إطراءاً ؟ مايا بقليل من الغضب : بل هي الحقيقة دانيال : حسناً , شكراً للمديح مايا تدخل يديها في جيبها : العفو – إختفت إبتسامتها الصغيرة – و الآن ماذا سنفعل ؟ دانيال يحك ذقنه : أول شيءٍ سنفعله العثور على الرجل المشتبه به , و إثبات كل الأدلة عليه , و بعدها سنطرح الأمر كاملاً مفصّلاً على المفتش ديكنز مايا بسـأم : كالعادة , كل إستنتاجٍ لي يتبعه تحقيقات خارجة عن الأوامر ! دانيال يبتسم و يربت على كتفها : لا بأس , أنتِ تعرفين طبع المفتش جيداً , لا يثق برأي أو إستنتاج غيره – أضاف بتساؤل – ليتني أعرف السبب ! صمتت مايا بعد جملة دانيال الآخيرة و لم تنبس ببنت شفة .. بينما نظر دانيال بتقطيب للمطر و هو ينهمر خارجاً .. همس بإنزعاج : أكـره المطر ! و كما تعكر صفو الجو خارجاً .. تعكر صفو مزاج الإثنين معاً ..
إلتفت الإثنان حينما جائهما صوت لي : دانيال , مايا , أين كنتما ؟ , المفتش ديكنز يبحث عنكما دانيال يتنهد : هاقد بدات المتاعب , هيا يا مايا مايا تسير بصمت بجانب الأثنين .. لي ينظر لدانيال و يهمس : ما بها ؟ دانيال يجيب بهمسٍ مماثل : و ما أدراني ؟ , يبدو أن المفتش ديكنز بالغ في إزعاجه لها اليوم لي : لمَ المفتش ديكنز يصر على إزعاجها دوماً ؟ , بالرغم من أنها محققة بارعة دانيال : ليتني أعلم السبب لأوقفه , إنه يزعجها كثيراً ! لي يبتسم : أتحبها دان ؟ دانيال بعد ضحكة قصيرة : أجل أحبها , كـ أختٍ و صديقة فقط ! لي يرفع حاجبيه : سأحاول تصديقك إلتفت الإثنان حينما قالت مايا فجأةً : آه , تذكرت أين رأيت ذلك الرجل دانيال بإهتمام : هل تقصدين الرجل البدين ؟ مايا تلتفت لهما : كلا , الرجل المصاب في الحمام , لقد كان خلفنا حينما أستخدمنا السلالم دانيال يقطب جبينه : أجل , يبدو أنه زائر دائم للمستشفى , فقد تذمر بشأن المصعد مايا تلتفت للي بسرعة : هل إستعاد وعيه ؟ لي : لم يستعد وعيه على حد علمي , و لكن لمَ هذه الحماسة ؟ مايا : لقد قالت العاملة أن المهاجم كان يرتدي زي العاملين , إن كان الرجل زائراً دائماً فقد يستطيع التعرف عليه من بين العاملين في المستشفى دانيال يبتسم و يشير لها : تفكير صائب , يجب أن نسئله فور إستعادته لوعيه كي نقبض على اللص الذي هاجم إيريز كشرت مايا أنيابها حينما ذكر دانيال إسم " إيريز " و ضاعت باقي إستنتاجاتها .. لي : لكن إن كان غير عاملٍ بالمستشفى فكيف سنتوصل له ؟ - إلتفت لمايا المقطّبة – أجيبيني يا فتاة ! مايا من بين شفتين مضمومتين : و ما أدراني ! تبادل دانيال و لي النظرات و رفع لي كتفيه بجهل .. و أسرع الثلاثة إلى سرير السيد كيث ..
! [Cut]
س : هل سيستفيد دانيال من العلومة التي حصل عليها ؟
س : ماضي المفتش ديكنز \ ماضي مايا .. هل لهما علاقة ببعضهما و بالعمل ؟
س : مشاعر دانيال نحو مايا , أهي حقيقة أم محاولة لتغطية الوضع ؟
تابعونـي
| |
| | | قمر بني آدم
¬جنسكِ . : ¬مسًآههًمآتكَِ : 374 ¬عمريَِ : 28
| موضوع: رد: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! الإثنين سبتمبر 26, 2011 5:22 am | |
| | |
| | | ???? زائر
| موضوع: رد: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! الإثنين سبتمبر 26, 2011 6:21 am | |
| |
| | | حٻہ ڡڒٳۄڵہ . . ™
¬جنسكِ . : ¬مسًآههًمآتكَِ : 1261
| موضوع: رد: زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! الأربعاء أكتوبر 05, 2011 10:56 pm | |
| | |
| | | | زيارة إلى مستشفى الحي الخامس ! | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |