هلا
هذي الرواية من تأليفي و أتمنى من أنها تنال اعجابكم و هي بعنوان المكالمة الأخيرة و بالانجليزية Last Call
الرواية
عندما تزيل الأشجار ردائها الأخضر و ترتدي ثوبا أحمر براق و تتزين أغصانها بالذهب الخالص سنعرف حالا من أن الخريف قد حل , و بينما كانت أوراق الأشجار تتهادى على الأرض ثم تحملها الرياح عاليا إلى السماء بنسماتها اللطيفة لتحلق مع الأطيار المهاجرة إلى بعيد حيث الدف و الأمان كان يراقبها فتى يدعى جو Joe في الخامسة عشر من العمر و قد كان يتأمل سحر و لمعان أشجار الخريف والأحزان تملأ قلبه بسبب ابتعاده عن صديق طفولته ماك Mac بعد أن ترك مدينته القديمة متجها للعيش مع والديه في العاصمة .....
و في إحدى ليالي الخريف الساكنة رن هاتف جو عند منتصف الليل و قد وجد من أن المتصل هو صديقه و عندما أجاب على الهاتف سمع صوت ماك الذي بدا مرتبكا أثناء حديثه و لقد قال (( جو....صديقي أنا واقع في مشكلة كبيرة جدا ......لا أدري ماذا علي أن أفعل .....أرجوك تعال إلي بسرعة .....لا أستطيع الصمود أكثر....إنني بين الحياة و الموت .....أنا.....)) و قبل أن ينهي ماك كلامه سمع جو صوتا غريبا عبر الهاتف ثم بعد
ذلك انقطع الاتصال بينهما ....
وضع جو هاتفه على الطاولة و جلس واضعا يديه على رأسه و هو يفكر فيما حل بصديقه , فقرر أن يرتدي ملابسه و يعود لمدينته القديمة لمساعدة ماك ....
خرج الفتى من منزله تاركا والديه نائمان فهو لم يستأذن منهما للخروج لأنه كان متأكدا من أنهما لن يوافقا فالموضوع يبدو خطرا .....
توجه جو نحو المحطة و صبره يكاد ينفذ من انتظار مجيء القطار كان لا ينفك عن التفكير في ماك....
و أخيرا وصل القطار , ركب فيه جو سريعا و بدأ رحلته عبر السكة إلى المدينة التي يسكن فيها ماك ....
و بعد ساعة وصل جو و قد كانت الساعة الثانية و النصف بعد منتصف الليل.....وعندها بدأ يتجول في المدينة و بالرغم من أنه غادرها قبل عام واحد فقط إلا انه كان يحس انه قد نسى كل شيء عنها فهو لم يعد يتذكر شوارعها أو مبانيها أو حتى منزله الذي كان يعيش فيه وكل ما كان يتذكره هو اسم الشارع الذي كان يعيش فيه هو و ماك , كان فكره مشوشا فالمدينة كانت ساكنة لا آثر فيها للحياة و كأنها مدينة أشباح
لا سكان ....لا حركة .... لا أصوات .... لا شيء سوى الريح التي تحرك الأوراق الذهبية التي سقطت من الأشجار في هذا الخريف ...
في إحدى تقاطعات الشوارع كانت توجد خريطة ضخمة للمدينة فأخذ الفتى ينظر إليها و يحاول رؤية موقع الشارع الذي يعيش فيه ماك و بعد مدة أحس بالتعب من النظر إلى الخريطة فجلس على مقعد كان بالجوار و لقد شعر ببعض النعاس و في ذات الوقت باليأس ....كان يراقب أوراق الخريف و هي تتهادى على الأرض ثم تحملها الرياح عاليا إلى السماء ....كان فقط جالسا بلا أمل وسط سكون الليل ....كان على وشك أن ينام , لم يقدر على مقاومة شعور النعاس كانت عيناه تغلقان و تفتحان استمر على هذه الحالة حتى مرت أمام الرصيف فتاة شقراء بدت في حالة توتر و عندها أحس الفتى ببعض الأمل و قرر أن يسألها عن موقع الشارع , فقام بمناداتها و لكنها لم ترد عليه فاستمر في مناداتها و أخبرها أنه فقط يريد منها المساعدة فالتفتت الفتاة إليه و قد كان وجهها كئيبا جدا و قالت له بصوت تختبئ وراءه لمسة من الحزن (( لا يهمني سؤالك )) ثم واصلت طريقها , أحس جو ببعض الخوف من نظراتها و لكنه كان مصرا على أن يسألها و لهذا استمر في اللحاق بها حتى غضبت و صرخت في وجهه قائلة له (( لماذا لا تكف عن اللحاق بي ؟؟؟ ماذا تريد ؟؟؟ )) فأجابها من أنه يبحث عن صديقه و يريد سؤالها عن المكان الذي يسكن فيه , فوافقت شرط أن يتركها و شأنها و بعد أن ذكر لها اسم الشارع أخرجت الفتاة خريطة مصغرة للمدينة من حقيبتها و قامت برسم علامة للموقع المحدد على الخريطة ثم أعطته إياها , و لكن ما لفت انتباه جو هو وجود بقعة من الدماء على الخريطة , على كل حال تذكر من أنه يريد سؤالها عن سر اختفاء سكان المدينة و لكنه عندما رفع رأسه لم يجد الفتاة أمامه ....
لقد اختفت .....
على العموم اتبع جو العلامة على الخريطة و ظل يسير حتى وصل إلى الشارع المطلوب , و هناك أخذ يمر من أمام البيوت إلى أن وصل إلى ...... منزل ماك .
تقدم جو و طرق على الباب و لكن لم يجب أحد فأيقن من أن المنزل خال و لهذا قفز من النافذة , و بالداخل كان المكان ساكنا كما أن الفوضى تعم البيت و كأن عاصفة قد هبت , و غير أنه لا يوجد أي آثر لعائلة ماك فان الأرضية كانت تغطيها الدماء و هذا الأمر كان يثير الريبة لدى جو , و بعد ذلك صعد إلى غرفة صديقه لعله يجد ما يمكن أن يساعده و لكن بعد بحث مطول لم يعثر على أي دليل , وحينما أراد الخروج من الغرفة وقعت منه الخريطة على الأرض فانحنى لالتقاطها و إذ به يلاحظ ظهور جزء من كتاب ذا لون أزرق تحت السرير و اتضح من أنها مذكرات ماك فأخذ الفتى يقلب صفحات الدفتر حتى وجد صفحة كشفت له كل شيء ....
(( كتب ماك في تلك الصفحة من أنه في منتصف الليل و منذ فترة وجيزة تلقى اتصالا من شخص غريب كان يهدده بالقتل إذا لم يأتي له بملغ محدد من المال خلال أسبوع وذكر أيضا من أنه لم يخبر أي أحد بالموضوع و قد قال من أنه ربما يلجأ إلى حل
وحيد .....))
كانت بقية الصفحة ممزقة و لم يتمكن جو من قراءتها و كان يتساءل عن الحل الذي قد يتخذه صديقه , على أي حال أخذ معه الدفتر و خرج من البيت نحو الشارع و لم تكن الرياح في تلك الليلة كما اعتادها جو فقد كانت تعصف بكل برود و قوة و كأنها كانت تنبه بحدوث شيء خطير و بينما كان يسير في الطرقات سمع صوت بكاء يتردد صداه في أنحاء المدينة المهجورة , و ظل يقترب من مصدر البكاء حتى وصل إلى زقاق كان غارقا في الأوساخ و القمامة و كانت المفاجأة من أن الفتاة الشقراء التي تحدث إليها قبل مدة ليست بالطويلة كانت تجلس وسط النفايات و قد رافقها سيل من الدموع و كانت الرياح تلف حول أحزانها و تحرك خصلاتها الذهبية , فقرر جو أن يذهب و يسألها عن سبب بكائها و لكنه كلما خطا خطوة في ذلك الزقاق شعر بالاشمئزاز فالقمامة كانت تلتصق بحذائه, و لكن قبل أن يصل سمع صوت صراخ كان قادما من إحدى المباني في هذه المدينة , فوقفت الفتاة و ركضت مسرعة خارج الزقاق متجهة نحو مصدر الصراخ , و دون أن تلحظ سقط منها عقد من الذهب , فالتقطه جو و أخذ يلحق بها و
هو يقول (( انتظري لقد أوقعت عقدك)) حينها توقفت الفتاة لتستعيد عقدها ثم سألها جو بصوت صارم : (( أخبريني أين الجميع ؟؟؟ و ما الذي يجري في هذا المكان المجنون ؟؟؟ ))
التقطت الفتاة أنفاسها ثم بدأت تحكي له ما حصل , لقد قالت : (( لقد دخل المدينة قبل أسابيع قليلة مجموعة من المجرمين و أخذوا يهددون الناس بالقتل إن لم يسلموا كل أموالهم و لهذا شعر السكان بالخوف و تركوا المدينة عدا عائلات قليلة قررت البقاء و منها عائلتي , و قبل بضعة أيام تلقت أختي الكبيرة اتصالا من أحدهم و قد طلب منها أن تأتي له بكل أموالنا و لكن شقيقتي رفضت القيام بهذا الأمر فأخذ يهددها و يتوعدها من أنها ستندم كثيرا , و في الصباح التالي وجدناها قد اختفت و لم تترك وراءها سوى الخريطة التي أعطيتها لك , و قد كانت عليها بقعة دم و أرجح أنها دماء أختي , و هاأنا الآن أبحث عنها و قد كنت خائفة جدا عليها و لهذا كنت أبكي , أما عن صوت الصراخ قبل قليل فأنا أعتقد من أنه صوت شقيقتي و هذا كل ما في الأمر ))
بعد أن أكملت كلامها ربط جو الأحداث ببعضها و أزيل الغبار عن صفحة الحقيقة و فهم ما جرى , ثم بعد ذلك أخبرها بقصة صديقه التي هي مجرد انعكاس لما حدث لأختها , و بما أن هدفهما واحد قررا التعاون لإيجاد كل من ماك و شقيقة الفتاة , و بينما هما يسيران كان جو يفكر فيما قالته الفتاة عن أختها , و كان على يقين من أن بقع الدم على الخريطة كانت لها علاقة بالموضوع , فقام بإخراجها من جيبه و ظل يحدق فيها و لم تمر إلا دقائق قليلة حتى فهم المقصود , فبقعة الدماء تلك لم تكن سوى شفرة تشير إلى موقع معين بالخريطة و قد تركت شقيقة الفتاة هذا الدليل لكي يعرفوا مكانها
فقاما بالتوجه للمكان المشار إليه و قد ظهر أنه مجرد عمارة سكنيه تعلو بها صرخات تخاطب الألم , و عندما دخلا وجداها غارقة في الظلمة و شباك العناكب تكسو زواياها القديمة و المتسخة , و رائحة الخوف تحوم في الأرجاء , انه لحقا مكان يجعل القلوب ترتعش و تغوص في القلق , و رغم الخوف الذي كانا يشعران به إلا أنهما كانا مصرين على تحقيق هدفهما , فبدأ كل منهما في تفتيش الشقق بحثا عنهما و لكن بلا جدوى , و عندما كاد اليأس أن يصل إليهما سمعا صوت بكاء خافت يتسلل من بين الجدران , و قد كان آتيا من شقة كان بابها شبه متحطم فقاما بالدخول عبره ليجدا شقيقة الفتاة و هي في حالة مزرية و تسيل على طول ذراعها دماء الألم بسبب جرح كبير يخدش
المشاعر , فركضت الشقراء نحو أختها و بدأت تعانقها و من شدة الفرحة بدأتا بالبكاء فابتسم جو و شعر بالسعادة لأجليهما و كان هذا كنبرة أمل أشعلت وميضا دافئا وسط هذه الظلمة , و كان في شوق ليلقى صديقه ليحس بالسعادة التي شعرت بها كل من الفتاتين لذلك خرج للعثور على ماك ........
و لكن بعد مدة باءت محاولات بحثه بالفشل و لم يجد صديقه , فتوجه نحو الشارع و كله يأس و خيبة أمل , و بينما كان ينظر للنجوم التي تبرق في الفضاء سمع أصواتا قادمة من تحت الأرض , ظن في البداية من أنه يتخيل , وعندما دخل إلى العمارة أخذت الغيوم طريقها بعيدا عن القمر و الذي قد أضاء و نشر نوره بين الممرات فتمكن جو من رؤية المكان جيدا و هناك وجد سردابا يقود لتحت الأرض لم ينتبه له مسبقا بسبب الظلام , فمشى نحوه و نزل راكضا من الدرج حتى وصل إلى مجموعة من الممرات كانت أشبه بمتاهة , و سار بطولها , و قد كانت جدرانها لم تعرف طلاءا غير الدم ......
و عندما وصل لنهاية الممر رأى ما يحطم الأحلام و يكسر الخواطر و يطفئ شمعة الأمل و يذيب القلب في بحر الأحزان .....
لقد وجد صديقه ماك و هو معلق بقيود حديدية يكسوها الصدأ , و الجروح تملأ جسده و الدماء تنزف منه , و من فورها هم جو مسرعا نحوه و فك قيده و ظل يردد اسمه و يقول (( ماك ... ماك .... أجبني يا صديقي ))
و لكنه لم ينطق بحرف , فأدرك من أن صديق طفولته قد مات .....
لقد صدم تماما و سرعان ما نزلت منه الدموع لتطرق باب آلامه , و تسقي دماء صديقه الذي رحل عن الوجود .
لقد كان جو يحس بالألم مع كل دمعة تذرف من عيونه و كأنها دماء تنهمر علو وجهه , كما أن قميصه الأبيض قد تلطخ بدم ماك لتكون كذكرى أليمة مطبوعة على صدره , و بينما كان يضم جثة صديقه إليه سقطت ورقة من جيب ماك و عندما نظر إليها اتضحت من أنها الجزء الممزق من مذكرات صديق طفولته , فأخذ يقرؤها و هذا ما كتب : (( والحل الوحيد الذي بإمكاني اللجوء إليه هو أن أواجه المجرم بشجاعة, وأن أدافع عن مدينتي و أسرتي بجسدي و لن أسمح للقتلة أن يبعثوا الخوف في نفوس الأبرياء , و لن أخاف منهم ... لا , لن أخاف و لكن إذا قتلوني فإنني أتمنى من أمي و أبي أن يسامحاني لأنني لم أطلعهم على الحقيقة و لكن فعلت هذا فقط بسبب خوفي عليهم , كما أقدم اعتذاري إلى صديقي العزيز جو و أطلب منه أن لا ينسى الأيام التي قضيناها في طفولتنا كما أطلب منه إذا قرأ هذه الصفحة ألا يبك علي إن مت فأنا لا أتحمل أن أرى الدموع تذرف من عيونه التي كانت دوما سببا في سعادتي و في نسج خيوط من الأمل داخلي , أشعر و كان هذه ستكون كلماتي الأخيرة لذلك سامحوني جميعا إن لم أعد , و تذكروني على الدوام ,
إنني أتمنى لكم جميعا السعادة ... لا تنسوني .....
ماك ... ))
عندما أكمل جو قراءة الورقة أحس و كأن كلمات صديقه كانت كبلسم جعل جروح أحزانه تشفى , و نزلت منه دمعة أمل وارتسمت على وجهه ابتسامة من دون عنوان ....
و عندما عاود النظر إلى جثة ماك الهامدة وجروحه القاسية و دمائه النازفة شعر برغبة في تذكر كل الأيام التي عاشها برفقة صديقه , و قد رأى كم كانت ذكريات رائعة يستحيل أن يقدر الدهر على محوها مهما طال أمده ,
و بينما كان غارقا في ذكرياته دخلت عليه مجموعة اللصوص الذين قتلوا صديقه فانفعل جو بشدة و ظهرت علامات الحقد و الغضب على وجهه و صرخ في وجوههم قائلا بصوت حزين تكاد تدمع كلماته : (( لماذا قتلتم صديقي يا عديمي المشاعر ؟؟؟؟ ))
و لكنهم قابلوا كلماته الحزينة بضحكة شريرة تخلو من الأحاسيس , و بعد ذلك وجهوا أسلحتهم نحوه فقد كانوا راغبين في قتله و التخلص منه , و لكنه لم يبرز أي ملامح للخوف أو القلق بل على العكس , ابتسم جو و قال لهم بعد أن نظر لجثة ماك : (( افعلوا ما تريدون ..... فلم يعد لدي صديق أعيش لأجله في هذه الحياة .... اقتلوني إن شئتم ))
و لكنهم قبل أن يفعلوا و في اللحظة الأخيرة اقتحمت الشرطة المكان و ألقت القبض على المجرمين و أنقذوا حياة جو و تبين فيما بعد من أن الفتاة الشقراء و أختها قد قامتا بالاتصال بالشرطة و الذين قد أخذوا كل الأموال لإعادتها لملاكها الحقيقيين , كما استلمت جثة ماك الذي ضح بروحه لأجل حماية أهل مدينته ......
خرج جو إلى الشارع بمفرده و الحزن مرسوم بأقلام الألم على وجهه ودماء صديقه تملأ ثيابه , و كان ينظر إلى أشجار الخريف الذهبية و التي كانت على الدوام تبعث الأمل في قلبه و لكنها الآن ما عادت تقوى على إسعاده , و أمضى الليل بأسره و هو يحدق فيها دون أن تنطق كلمة واحدة من لسانه , و ظل يراقب أوراقها التي تسقط من فروعها تماما كما تساقط أنغام الفرح من لحن عزفته الذكريات , و كانت نهاية صداقة بنيت على معنى الوفاء و الإخلاص لمدة عشر سنوات و لكن للأسف استطاع الدم الأحمر أن يفرض قيوده على هذه الصداقة و يجعلها من صفحات النسيان .... و مع حلول اليوم التالي عاد جو إلى العاصمة ليجد نفسه يشرح لوالديه سبب غيابه عن المنزل و اعتذر إليهما , و طلب منهما أن يرافقانه لحضور مراسم دفن ماك فلم يستطيعا أن يرفضا كما أنهما سامحا الفتى بسبب ذهابه لوحده إلى مدينته القديمة ....
أما عن مراسم الدفن فقد حضر تقريبا جميع السكان الذين هجروا المدينة بسبب اللصوص كما أعيدت لهم أموالهم المسروقة , و قد حضروا الدفن امتنانا لماك بعد أن أظهر شجاعته عندما واجه اللصوص بمفرده , أما عن أهله فقد كانوا مصدومين فقبل أسبوع طلب منهم ماك أن يتركوا منزلهم و أخبرهم أنه سيلحق بهم و لكنه لم يعد و هذا ما لم يتوقعوه .... أما بالنسبة لجو فهو لم يرد البكاء أثناء حضوره للدفن تنفيذا لطلب صديقه كما كتب في مذكراته ....
عاش جو بعد ذلك حياة طبيعية و ظل اسم ماك محفورا داخل قلبه , و كان يذكره على الدوام و يزور قبره باستمرار , كما احتفظ بقميصه المملوء بدماء صديقه و الذي كان يرتديه في تلك الليلة الساكنة لكي يذكره بتلك اللحظات الحزينة .... و عندما اتصل ماك في تلك الليلة لم يدرك جو من أنها آخر مرة يسمع فيها صوته , كما أنه لم يدرك من أنها ستكون مكالمته الأخيرة مع صديق طفولته ماك .....
النهاية
كانت هذه نهاية الحكاية ...
و قد قرأتموها حتى النهاية ...
أتمنى أن يكون لساني قد أبدع و أجاد الوصف ....
و أن يكون قلمي قد أبهركم و أجاد الكتابة .....
و أرجو أن تنال إعجابكم الرواية ...
بقلمي